كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

77
هدف يمكن تحقيقه بدرجة كبيرة، وربما يكون قد حان الوقت من اجل إعادة
التفكير فى قيمة تلك المهارات الكتابية التى كان معلموك يصرون على أنها
ستصبح ضرورية فى يوم من الأيام. لقد كانوا على صواب تماما فى ذلك.
وتتمثل الطريقة الأخرى التى يمكنك من خلالها نقل صوتك الرقمى فى
الكلمات المنطوقة التى تترك آثارا هائلة أيضا. إن طريقة حديثك، ونبرة
صوتك، والكلمات التى تختارها كثيرا ما تعبر عما هو أكثر من الكلمات
نفسها. لقد سممت بلا شك الرد المهم: ''إن أفعالك أبلغ من أقوالك لدرجة
أننى لا أكاد ألمممع كلمة مما تقول ''. ويمكن التأكيد بالدرجة نفسها على
الآتى: "إن نبرة صوتك تتحدث بصوت عال لدرجة أننى لا أكاد ألمممع كلمة
مما تقول " 0
إن التأكيد على أنك تشعر بالسعادة لمقابلة شخص ما على الهاتف الخلوى
لا يعنى الكثير إذا قيل مع أدنى حركة من الوجه، وفى ظل غياب نبرة صوت
إيجابية 0 وقد يفهم من هذا ببساطة انك تشعر بالملل، أو أنك مشغول بشىء
أكثر أهمية، أو الأسوأ من ذلك الرسالة العكسية تماما - أن مقابلة هذا
الشخص أمر مزعج، إن تجنب مثل هذه المواقف يبدأ بالطريقة نفسها التى
يمكن أن تبدأ بها إذ ا كنت تقف أمام الشخص الآخر.
ولقد أظهر العديد من الدراسات أن الفمل المادى للابتسام، حتى خلال
التحدث فى الهاتف الخلوى، يعمل بالفمل على تحسين نبرة الصوت التى تنتقل
بها كلماتك 0 وليس من قبيل المصادفة أن تدور إحدى العقائد الأساسية التى
يغرسها كل مدربى الخطابة، والغناء، والإذاعة فى طلابهم حول أن الصوت
يبدو اكثر بهجة، وجاذبية، واقناعا، عند الابتسام، اى أن الابتسام ينتقل عبر
الأسلاك، سواء كان الشخص الذى على الطرف الآخر يرى وجهك أم لا0
وعند البحث عن التأثير الذى يؤدى إلى التغيير الإيجابى، ليس هناك
مهرب من اللجوء إلى باب العلاقات البشرية الصحية، فالابتسامة تفتح هذا
الباب. سواء كانت تلك الابتسامة مرئية، أم مكتوبة، أم ملفوظة.
"روزاليند بيكار" هى أستاذة جامعية بمعمل وسائل الإعلام فى معهد
ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهى معروفة على المستوى الدولى بكتابها

الصفحة 77