كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
العلاقات؟ عندما يتم إحراز أى تقدم من خلال الدعم الذاتى والانغماس فى
حب الذات، فإنه لن يستمر.
وعلى نطاق أصغر، هل نحتفظ بالأصدقاء الذين تثبت تصرفاتهم بانتظام
أن هذه العلاقة تدور حولهم فقط؟ عندما نعرف أن سلوك أى شخص وراءه
دافع خفى، فإنه يحدث فينا تأثيرا أقل من ذلك التأثير الذى يحدثه شخص كنا
قد التقينا به ولو لمرة واحدة فقط، وهذه العلاقة محكوم عليها بالفشل ما لم
يعترف ويتغير، وحتى فى تلك الحالة، فإن هناك بقايا من الشك ستظل قائمة.
وعلى نطاق واسع، هل نظل مخلصين للعلامات التجارية التى تثبت بانتظام
إما عدم القدرة أو عدم الرغبة فى تبنى احتياجاتنا ورغباتئا؟ لقد ولت تلك
الأيام التى كانت فيها أغلبية الشركات تخبر المستهلكين بما يحتاجون إليه.
إننا نعيشى فى يوم أصبح المستهلكوق يتمتعون فيه بالقدرة على اتخاذ معظم
قرارات التصنيع، والتصميم، والتسويق. لقد كانت حملة " ا لحفاظ على البيئة "
ذ ات يوم حملة إعلانية صغيرة ذ ات هدف طيب لعدد قليل من المنتجات " ولكن
الأغلبية الجماعية من المستهلكين جعلت منها شعارا تسويقيا إلزاميا.
ويجدر القول إن الأفراد والشركات غير الحساسة للنجاح فى المهارات
الاجتماعية تضل طريقها اليوم.
ويصر البعض على أنك لا تستطيع تعليم غرائز المهارات الاجتماعية.
وهذ ا الرأى يصح إذ ا كنت تتعامل مع المهارات الاجتماعية بمنهجية المهارات
الفنية 0 ولم يرتكب "كارنيجى" هذا الخطأ، فقد اكتشف أن الغرائز الإيثارية
تطفوعلى السطح ليس من خلال إستراتيجية بارعة مفصلة خطوة بخطوة
ولكن من خلال ممارسة الرغبات الأساسية، بمعنى أننا عندما نتصرف
بطرق تمد يد العون للآخرين وتؤثر فيهم بشكل إيجابى، فسوف نصل إلى
بئر أعمق من الإلهام، والمعنى، وسعة الحيلة0
فإننا جميعا مجبولون على الرغبة الصادقة فى التواصل - أ ى
فهم الآخرين وافهامهم. والأكثر من ذلك أننا مجبولون على الارتباط
الصادق - أى أن نكون معروفين، ومقبولين، وذوى قيمة لدى الآخرين، بل
والأكثر من هذ ا وذ اك هو أننا مجبولون على التعاون الناجح - أى العمل معا