كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
86
مطعم فى أمريكا الشمالية. لقد بدأ الأمر مع نادل يدعى "جيمس ".
بينما كان أحد العاملين فى المطعم يقود السيد "بيتس '' وأحد الموردين إلى
مائدتهما، اقترب منهما ''جيمس" فجأة وقال: 2'مرحبا بك سيد "بيتس''0
شكرا لاختيارك مطعمنا، تسعدنا عودتك مرة أخرى " 0
عندما تسمع السيد ''بيتس'' وهو يصف هذا الأمر، تعرف أنها لم تكن
لحظة عادية بأية حال من الأحوال. فيقول: "لقد غير هذا الأمر تجربتى
فى العشاء، وساعد على طبع صورة هذا المطعم فى مخيلتى، إننى كنت قد
تناولت طعام العشاء هناك مرة واحدة فقط - قبل ذلك بستة أشهر - ولم
يستطع "جيمس " تذكر اسمى فحسب، بل إنه أخذ وقتا ليكتشف أننى كنت فى
هذا المكان من قبل، إننى لم أكن زبونا منتظما بأية حال من الأحوال، ولكن
هذه اللفتة الصغيرة جعلتنى أشعر وكأنى كذلك، لقد كان المثل القديم القائل:
''عامل الآخرين وكأنك تحبهم لأشخاصهم " صحيحا تماما.
وبالنسبة لمثل هذه اللفتة الصغيرة، فانها تؤتى ثمارها. يقول السيد "بيتس '':
" إننى لم أعد أصطحب موردئ إلى أى مكان آخر بعد ذ لك ". وبالنظر إلى شعبية
مطعم "بونز''، يبدو أن العديد من العملاء يشتركون فى هذ ا الإحساس.
وهذه هى النتيجة العملية الأساسية لتذكر أسماء الناس: أنهم يتذكرونك0
ويتمثل الجانب الآخر للنتيجة فى بلوغ مكانة تحسد عليها0
إن أول درس يتعلمه رجل السياسة يتمثل فى التالى: " إن تذكر اسم أحد
الناخبين هومن مؤهلات رجل الدولة الناجح. وعندما تنسى، فانك تنسى ''.
إنها صفة واحدة مشتركة فى تاريخ ممظم القادة العظماء، فبدءا من
''لينكولن'أ إلى "تشيرشل" و "بونابرت ''، اكتشف هؤلاء الرجال طرقا لتذكر
أسماء الناس فى توافق مدصش، ومن أجل القيام بذلك، فإنهم يستدعون
- سواء عن علم أو دون علم - القول الشهير د "إيمرسونا ا: 21 تصنع الأخلاق
الحميدة من التضحيات الجليلة "60
وعندما يتعلق الأمر بتذكر الأسماء، فان بعض التضحيات ربما تكون
ضرورية. كان "نابليون الثالث " - إمبراطور فرنسا، وابن أخ نابليون بونابرت
العظيم - زعم بأنه يتذكر اسم كل شخص يقابله رغم كل واجباته الملكية.