كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

نحو تحقيق إنجاز ذى مغزى سواء كان ذلك الإنجاز يمثل نجاخا تجاريا، أ و
انتصارا مؤسسيا، أو امتدادا للعلاقات. ويكمن الجوهر المتوج للنجاح بشكل
أساسى فى طيف يربط بين العلاقة البشرية الصادقة (كسب الأصدقاء)،
واحداث تأثير متصاعد ذى مغزى (التأثير فى الناس). ويخلص الطيار
والكاتب الفرنسى "أنطوان دو سانت إكسوييرى" إلى النتيجة التالية قائلا:
"ليس هناك امل فى الشعور بالبهجة إلا من خلال العلاقات الإنسانية "40
فكيف يحصل المرء على هذه المهارات العاطفية التى تعزز التواصل
الفعال، والارتبام! المفيد، والتعاون المثمر؟
يجب علينا أولا أن نتذكر ان النجاحات الناتجة عن العلاقات اليوم لا
تقاس على مقياس وسائل الإعلام - أى الوسائل التى يمكن استخدامها وعدد
الأصدقا ء، أو المعجبين، أو الأتباع الذين يمكن للمرء أن يحشدهم بجانبه، إنها
تقاس على مقياس الفائدة، فاذا أصبحت ذا فائدة فى تفاعلاتك الخاصة،
فإن الطريق إلى النجاح فى أى مسعى سيصبح أبسط بل وأكثر استمرارا.
فما السبب فى ذلك؟ السبب هو أن الناس يلاحظونك، ويتذكرونك. كما أنهم
يتحفزون عندما تتركهم تفاعلاتهم معك وهم فى حالة أفضل قليلا دائما0
فإن الفائدة تحكم فاعلية كل وسيلة تستخدمها، وبمجرد أن يكون لديك
شىء مفيد تعرضه للاخرين، فانك عندئذ تستطيع اختيار الوسيلة الأكثر
فائدة بالنسبة للمسعى الذى ششده، ومع ذلك، عندما تقدم الوسيلة على
الفائدة، فإن رسالتك تعانى خطورة ان تصبح - على حد تعبير شكسبير على
لسان 2'ماكبث " - "قصة يحكيها أى شخص أحمق، مليئة بالصخب والعنف،
ولا تترك أى أثر". وبينما أدى ظهور مواقع التغريدات وتحديث الحالة إلى
توفير سبل ملائمة للابقاء على الأسرة والأصدقاء والزملاء فى حالة من
التواصل، فإنه أدى فى الوقت نفسه إلى ظهور مثل هذه الهجمة من الصخب
والغضب. ولكن ليس فقط الرسائل النصية التى تصدر فيما لا يزيد على
0 14 حرفا أو أقل هى التى تعانى خطورة تقديم أى شىء مفيد، فإن أية وسيلة
تحمل رسالة تفتقر إلى المعنى سوف تخفق فى تحديد هدفها: وهذا الأمر
ينطبق على أى إعلان تليفزيونى، أو مذكرة صادرة من أحد الأقسام، أو عميل
للبريد الإلكترونى، أو حتى بطاقة تهنئة بعيد ميلاد 0

الصفحة 9