كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
من قبيل المصادفة أن يتذكر السيد "بيتس'' اسم النادل ''جيمسأ' بعد لقاء
واحد فح! سب، ويقدر السيد "بيتس '' بأنه يذهب إلى تناول العشاء فى المطاعم
حوالى اثنتى عشرة مرة فى الشهر، وعندما سألناه عما إذ ا كان يتذكر اسماء
ندل آخرين، أجاب: ''إننى أتذكر اسم النادل الخاص بى بصعوبة فى بعض
ا لأ يا ما '.
يجب أن نعى دائما السحر الموجود فى أسماء الآخرين، وأن ندرك أن هذه
الكلمة (الاسم) ترجع ملكيتها بشكل كامل وتام إلى الشخص الذى نتعامل
معه، ولا أحد غيره، وبعد نعمة الحياة، فإن اسم المرء هو أول هدية يحصل
عليها، وعندما نستخدم هذه الكلمة (الاسم) فى المحادئات، فإن المعلومات
التى نناقشها أو العلاقة التى نسعى وراءها تأخذ معنى أكثر عمقا.
وربما تقدم عيادة الأطباء خير دليل على هذ ا، فهناك جدل دائر فى العالم
الطبى حول الكيفية التى يجب من خلالها استخد ام الأسماء الأولى للمرضى
والوقت المناسب للقيام بذلك، ولكن هل قاعدة الاسم الأول تمثل مبالغة فى
إضفاء الطابع الشخصى على التفاعلات التى تظهر الطريقة المثلى للحفاظ
على العلاقة فى المجال المهنى؟ أم هل ستساعد قاعدة الاسم الأول فى عملية
الصحة والتعافى، وخاصة فيما يتعلق بعملية مناقشة تنبؤات صعبة للغاية؟
ربما يبدو أن معظم الأطباء يعتقدون أن الاحترافية والمهنية هى الشىء
المهم، وان من الأفضل أن تبقى الأسماء الأولى بميدا عن الإطار 0 ورغم
ذلك، فغالبا ما تكون عيادات الأطباء أماكن نموذجية يشعر فيه المرضى
بنزع الصفات البشرية منهم، فهم مجرد ملفات وحالات، وليس لهم وجوه
ومشاعر، وكثيرا ما تنضق أسماوهم على نحو خاطئ، مما يؤدى إلى انفصال
خطير محتمل فى العلاقات.
ولقد قرر طبيب رفيع المستوى أن يسير عكس هذا الاتجاه .. ا إنه الطبيب
''هوارد فاين " رئيس برنامج دراسة الأورام العصبية فى معاهد الصلحة
الوطنية الأمريكية، وفى هذه الوظيفة، يقوم ''فاين" بأبحاث مبتكرة ويشرف
على كل الموارد المالية لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، ويقوم بتوزيمها، وهو