كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

96
تحريره للعبيد، وبعضها يتهمه خشية أن يقوم بتحريرهم. وبعد محادثة
طوللة، صافح "لينكولن" صديقه القديم، وألقى عليه تحية المساء، وأعاده
إلى إلينوى بدون أن يسأله حتى عن رأيه، لقد قام ''لينكولن'' بالتحدت وحده
طوال الوقت، ولكن كان يبدو أن التحدث قد ساعد على صفاء ذهنه0
يقول الصديق القديم: "لقد بدا أنه يشعر بالارتياح بعد هذا الحديث "0
إن "لينكولن '' لم يكن يريد النصيحة، لقد كان يريد مستمعا متعاطفا، جديرا
بالثقة يستطيع أن يفضى بهمومه إليه. وفى النهاية، فإن هذا هو ما نسعى
إليه جميعا فى وقت من الأوقات، ويدور السؤال حول إذ ا ما كنت ذ كيا بما فيه
الكفاية لكى تساعد على تخفيف الأعباء عن الآخرين أم لا0
عند ما أصبح ''كالفين كوليدج " نائئا للرئيس الأمريكى ''وارين هاردينج "،
خلفه "تشانينج إتش 0 كوكس " كحاكم لولاية ماساتشوستس، الذى ذهب إلى
واشنطن لكى يزور سلفه. ولقد اندصثى "كوكس'' من حقيقة أن "كوليدج''
كان قادرا على رؤية قائمة طوللة من المتصلين كل يوم، وش! تطيع مع ذلك
إنهاء عمله فى الساعة الخامسة مساء، بينما وجد ''كوكس" أنه غالبا ما
يسجن فى مكتبه حتى الساعة القاسعة مساء. فسأل قائلأ: ''كيف يحدث هذا
الفرق؟ ''0 فأجابه كوليدج: ا ا إنك تستمع للاخرين وتتحدث بدورك، ولكنى
أستمع فقط 2'60
إن الاستماع يعد قوة هائلة شأنه فى ذلك شأن الابتسام، وعندما تستمع
جيدا، فإنك لن تخلق انطباغا فوريا، بل إنك ستبنى أيضا جسزا قويا لعلاقة
دائمة، ومن ذا الذى يستطيع مقاومة البقاء بجوار شخص يؤجل التعبير عن
أفكاره تقديرا لقيمة أفكارك؟
قليلون هم الأشخاص الذين يستمعون فى العصر الحديث، مثلهم فى
ذلك مثل "سيجموند فرويد". قال رجل قابل ''فرويد" واصفا طريقته فى
الاستماع:
لقد شعرت بالدمشة بقوة لدرجة أننى لن أنساه أبدا، إنه يتمتع بصفات لم أ ر
لها مثيلأ لدى أى شخص آخر، ولم أر أبدا مثل هذا التركيز فى الانتباه، لم يكن
الأمر مسألة "نظرة ثاقبة تخترق الروح "، لقد كانت عيناه تفيضان بالتسامح

الصفحة 96