كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

97
واللطف. وكان صوته منخفضا وطيبا، وكانت إيماء اته قليلة، ولكن الانتباه الذى
منحنى إياه، والتقدير الذى أبداه لما قلته، حتى لو كنت قد قلته بطريقة سيئة،
كان رائعا للغاية. 7
وربما يجادل المرء بأن اشخاصا مثل "فرويد'' و "لينكولن" وآخرين
غيرهم فى العصور السابقة، كانوا يمرون بظروف أكثر سهولة، لقد كان
العالم أصغر حجما، وبالتأكيد أكثر انضباطا، هناك بعض الحقيقة فى هذه
الحجة، ولكن ليس هناك شىء يمنحنا العذر فى عدم الاستماع.
حسنا، إن عصرنا أكثر اتساغا، وأكثر وحشية، ولكننا من جعلناه كذلك.
وبالتالى فنحن الذين نجعل مثل هذه الصفات تعمل لصالحنا، وللاشف،
يبدو أن العديد منا لم يفهموا هذا الأمر حتى الآن 0
ورغم أن دائرة تأثيرنا تتجاوز ما تشتمل عليه من جيران وزملاء فى
العمل - بشكل أساسى عن طريق مواقع إلكترونية مثل فيسبوك - فان جزءا
كبيرا من تاريخ علاقاتتا، مثل الشبكة الممتدة التى تعد بالمئات، إن لم يكن
با! تلاف، يبدو مثيرا للارتباك بالنسبة للكثير منا، ورغم أن عدد الأشخاص
الذين نعتقد اننا نستمع إليهم يزداد شيئا فشيئا، فإن عدد الذين نستمع
إليهم بصدق يتناقص بالفعل.
ولقد كشفت دراسة حديثة، عرضت أجزاء منها فى دورية //أمرببههن
سوشيولوجيكالى ريفيو، عن أن درجة انفصال الناس من الناحية الاجتماعية
تزيد عما كانت عليه من عشرين سنة:
بشكل عام، فإن عدد الأشخاص فى دائرة كاتمى الأسرار المقربين الذين
يحتفظ بهم الأمريكيون هبط من حوالى ثلاثة أشخاص إلى شخصين تقريبا. . .
وبينما أفاد ثلاثة أرباع الناس فى عام 1985 بان لديهم صديقا يمكنهم الوثوق
به، فقد أفاد النصف فقط فى عام 3004 بانهم ربما يعتمدون على مثل هذا
الدعم. ولقد انخفض عدد الأشخاص الذين قالوا إنهم كانوا يعتمدون على أحد
الجيران كشخص مؤتمن على أسرارهم بمقدار يزيد على النصف، من حوالى
19 % إلى 8 % تقريبا 80

الصفحة 97