كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

98
تقول ''لين سميث لوفين " - عالمة اجتماع فى جامعة دوك - ساعدت على
إجراء هذه الدراسة: "إننا لا نقول إن الناس أصبحوا منعزلين تماما 0 فربما
يكون لديهم 0 60 صديق على موقع فيسبوك، وربما يراسلون 25 شخصا عن
طريق الرسائل الإلكترونية فى كل يوم، ولكنهم لا يناقشون الأمور المهمة من
الناحية الشخصية ".9
والأكثر من ذلك، أنه عندما نشر هذا الكتاب لأول مرة فى عام 1936،
أصبحت هناك حاجة ماسة للاشخاص الذين يخصصون وقتا للاستماع،
وهذا بالنسبة للاشخاص الذين يقاومون " التسرع نحو الشعور بالضجر"
الذى انتشر فى عصرنا الحالى، والذين يضعون الناس فى مكانة أهم من
التقدم التكنولوجى، ومن السخافة بالتأكيد أن نعتقد أنه يمكن تحقيق التقدم
بدون الحصول على الإخلاص من جانب الآخرين، ولكننا غالئا ما نغفل عن
هذا الأمر وذلك عندما يخبرنا الآخرون - بعيونهم، وبصمتهم، وبمحافظهم
المغلقة.
ويوجد قليل من النصائح الجديدة التى يمكنها إنشاء وضع شخصى أ و
مؤسسى لاستماع أفضل، ولكن هناك مبدأ واحدا يمكنه - لو طبق بصورة
يومية - أن يعيد علاقاتك بالآحرين بشكل دائم: الحضور الطاغى 0 وقد صاغ
أحد السفراء المخلصين هذ ا المبد أ ذ ات مرة بهذه الطريقة: 11 أينما تواجدت،
تحل بالحضور الطاغى''0
وقد فهم "جون" - كاتب سياسى طموح - هذ ا المبدأ فى وقت مبكر جدا
من حياته، مقارنة بأقرانه. فهو يدعى أنه لم يقم بأى مقابلة وظيفية سيئة
فى حياته. ففى كل مقابلة يجريها، كان يحصل على عرض للعمل، ولكن الأمر
الذى ربما يكون أكثر إثارة للدهشة هو أنه نادرا ما كانت هناك أى إثباتات ا و
شهادات ورقية تشير إلى أنه أفضل الاختيارات. فيقول معترفا: ''لقد كنت فى
كثير من الأحيان مرشخا محتملا عاديا على الورق ".
إذن، ما هو السبب الذى ينسب ''جون" إليه نجاحه غير العادى فى
مقابلاته الوظيفية؟ إنها وجهة نظر غير متوقعة عن المقابلات الوظيفية.
فيقول مفسزا:

الصفحة 98