كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

عام وخمسى وثلاثين سنة لاول نزوله إلى وقتنا هذا، حجته قاهرم!، ومعارضته
ممتنعة)).
تقويم هذا الكتاب ونقدبر:
نص الأئمة الأعلام، والمشايخ الحفاظ أن كتاب "الشفا" هو أشهر كتب
ا! قاضي عياض - رحمه الله - وأجلها قدرا، وأعظمها خطرا، واكثرها فائدة،
وأوسعها انتشارا، فهو مصنف بلغ النهاية الي بابه، ولم يسبق الى مثله، بل لم
يصن! مثله متقدم ولا متأخر.
فلا غرو أن طارت شهرته في الافاق، وتلقته الامة بالقبولى، وأثنى عليه
العلماء المخلصون، والدعاة الصالحون، والمؤرخون المنصفون، وانتفع به
الخاصة والعامة، فلا يكاد يخلو منه بيت، أو مكتبة، أو مسجد، حتى إ ن
الجند في المغرب العربي كانوا يقسمون - حين أدائهم الخدمة العسكرية - على
البخاري والشفا.
وعوتب القاضي عياض على كثرة محبته د "الشفا"، فرذ عليهم بهذين البيتين:
فقالوا: أراك تحئا الشفا وتخبر فيه عن المصطفى
فقلت: لأني كليل الفؤاد وكل عليل يحب الشفا (1)
وإليكم باقة جميلة من تقويم العلماء لهذا الكتاب وثنائهم عليه:
قال العلامة المؤرخ أحمد بن محمد المقري المتوفى سنة (1 4 0 1 هـ) في
كتابه: "أزهار الرياض " وهو يتكلم عن مؤلفات القاضي عياض: " فمنها كتاب
(الشفا) الذي بلغ فيه الغاية القصوى، وكان فيه لضروب (2) الإحسان
مرتشف، وحاز فيه قصب السبق، وطار صيته شرقا وغربا، وقد لهجت به
العامة والخاصة: عجمأ وعربأ، ونالى به مؤئفه - وغيره - من الرحمن
قربأ، وفضائل هذا الكتاب لا تستوفى، ويرحم الله القائل.
(1)
(2)
كتاب القاضي عياض عالم المغرب للدكتور الحسين بن محمد شواط ص: (18 2).
لضروب: لأنواع.
10

الصفحة 10