كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

جمعت فيه أحاديثأ مصخحة فهو الشفاء لمن في قلبه مرض (1)
وقال اخر:
كتاب الشفاء شفاء القلوب قد ائتلفت شمس برهانه
إذا طالع المؤمن مضمونه رسا في الهدى أصل إيمانه
وجال بروض الئقى ناشقا روائح أزهار افنانه
والآن، وبعد الأوصاف الرفيعة، والمحاسن البديعة، والنعوت اللطيفة،
التي أطلقها العلماء على (الشفا)، قد يتساءل المرء: هل سلم هذا الكتاب من
نقد؟ وهل خلا من اعتراض؟
في الواقع، قلما يخلو كتاب - مهما تنوق المصنف في تحبيره، وبالغ في
تحريره وتحسينه - من مؤاخذة في جانب من جوانبه، إذ العصمة للأنبياء والرسل
وحدهم. ولدى الدراسة والبحث تبين أن الماخذ على كتابنا تنحصر في ثلاثة أمور:
أولا - الغلو والمبالغة في عصمة الانبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثانيا - أنه محشؤ بالاحاديث المفتعلة والواهية.
ثالثا - فيه تأويلات بعيدة.
نجد المأخذ الأول لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - في مجموع
الفتاوى (4/ 319)، وقد استشنعه، ولم يرضه، الحافظ الإمام العلامة عبد
الحي الكتاني في فهرس الفهارس (277/ 1 - 278) حيث قال: "ومن اشنع ما
نقل عن ابن تيمية أيضا قوله في حق شفاء القاضي عياض: "غلا هذا
المغيربي "، وسبقه في رد هذا المأخذ شيخ الإسلام بافريقية الإمام ا! علم أبو
عبد الله بن عرفة التونسي، وايده العلامة المفري.
اما المأخذ الثاني فهو للحافظ العلامة أبي عبد الله شمس الدين الذهبي،
فقد قال في سير أعلام النبلاء - في ترجمة القاضي عياض (0 2/ 16 2): "تواليفه
نفيسة، وأجلها وأشرفها (الشفا)، لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة،
(1) كشف الظنون (2/ 55 0 1).
13

الصفحة 13