كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

عليه السلام علئ عظيم نعمه لديه، وشريف منزلته عنده، وكرامته عليه؛ بأن
شرح قلبه للإيمان والهداية، ووشعه لوعي العلم، وحمل الحكمة، ورفع عنه
ثقل أمور الجاهلية عليه، وبغضه لسيرها، وما كانت عليه بظهور دينه علئ
الذين كله، وحط عنه عهدة أعباء الرسالة والنبؤة لتبليغه للناس ما نزل إليهم،
وتنويهه بعظيم مكانه، وجليل رتتته، ورفعه ذكره، وقرانه (1) مع اسمه اسمه.
قال قتادة (2): رفع الله ذكره في الدنيا والاخرة فليس خطيب ولا متشهد
ولا صاحب صلاة إلا يقول: أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله.
9 - وروى ابو سعيد الخدري أن النبيئ مج! ي! قال: "أتاني جبريل عليه
السلام، فقال: ان ربي ورئك يقول: تدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت: الله
ورسوله أعلم. قال: اذا ذكرت ذكرت معي " (3).
قال ابن عطاء (4): جعلت تمام الإيمان بذكري معك.
وقال أيضا: جعلتك ذكرا من ذكري، فمن ذكرك ذكرني.
وقال جعفر بن محمد الصادق: لايذكرك أحد بالرسالة إلا ذكرني
بالربوبية.
وأشار بعضهم في ذلك إلئ الشفاعة.
ومن ذكره معه تعالئ أن قرن طاعته بطاعته واسمه باسمه؛ فقال تعالئ:
! الو وأطيعوأ أدله والرسول) أ ال عمران: 132 [. و! و ءامنوأ بأدله ورسوله ء)
(1)
(2)
(3)
(4)
و قرا نه: و جمعه.
هو قتادة بن دعامة السدوسي، تابعي ثقة ثبت. مات سنة بضع عشرة ومئة. مترجم في السير
5/ 269.
أخرجه أبو يعلئ (1380) وغيره، وصححه ابن حبان (1772) موارد الظمان، والضياء في
"المختارة "، والسيوطي في الجامع الصغير (83)، وحشن إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد
8/ 254.
هو الزاهد العابد أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء. مات سنة (309) هـ. انظر ترجمته في
سير أعلام النبلاء (14/ 255).
61

الصفحة 61