كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

او [حكى الشمرقندي عن بعضهم أن معناه: عافاك الله، يا سليم القلب!
لم أذنت لهم؟.
قال: ولو بدأ النبيئ ع! يم بقوله: (صلم أذنت لهؤ) لخيف عليه أن ينشق قلبه
من هيبة هذا الكلام، لكن الله تعالى برحمته أخبره بالعفو حتى سكن قلبه، ثم
قال له: لم أذنت لهم بالتخلف حتى يتبين لك الصادق في عذره من الكاذب؟
وفي هذا من عظيم منزلته عند الله ما لا يخفى على ذي لب.
ومن إكرامه إياه وبره به ما ينقطع - دون معرفة غايته - نياط القلب (1). قال
نفطويه (2): ذهب ناس الى أن النبيئ ع! يم معاتب بهذه الاية، وحاشاه من ذلك،
بل كان مخئرا فلما أذن لهم أعلمه الله] تعالى [انه لو لم يأذن لهم لقعدوا
لنفاقهم، وأنه لا حرج عليه في الإذن لهم.
قال القاضي أبو الفضل -رحمه الله -: يجب على المسلم المجاهد نفسه،
الرائض (3) بزمام الشريعة خلقه، أن يتأدب بأدب القران في قوله وفعله،
ومعاطاته ومحاوراته، فهو عنصر المعارف الحقيقية، وروضة الاداب الدينية
والدنيوية، وليتأمل هذه الملاطفة العجيبة في السؤال من رب الأرباب، المنعم
على الكل، المستغني عن الجميع، ويستثير (4) ما فيها من الفوائد، وكيف
ابتدأ بالإكرام قبل العتب، وآنس بالعفو قبل ذكر الذنب، إن كان ثم ذنب.
وقال تعالى: مالوولؤلا ان ثئتئلث لقذ كدت ترتحن إلتهو شثا قليلا)
] الإسراء: 74 [.
قال بعض المتكلمين: عاتب الله] تعالى [الأنبياء] عليهم السلام [بعد
(2)
(3)
(4)
نياط: عردتى غليظ عفق به القلب إلى الرئتين (المعجم الوسيط). وعلى هامش الأصل:
"النياط: عرق غلف به القلب ".
هو الإمام الحافظ النحوي العلامة الاخباري إبراهيم بن محمد. ولد سنة (4 4 2) هومات في
سنة (323) هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15/ 75.
المذلل.
يستثير: يظهر. وفي المطبوع: "ويستثر".
70

الصفحة 70