كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

الزلات، وعاتب نبينا عليه السلام قبل وقوعه، ليكون بذلك أشذ انتهاء
ومحافظة لشرائط المحبه، وهذه غاية العناية.
ثم انظر كيف بدا بثباته وسلامته قبل ذكر ما عتبه عليه وخيف أن يزكن إليه،
ففي أثناء عتبه براءته، وفي طي (8/ب) تخويفه تامينه وكرامته.
ومثله قوله تعالى:! و قد لغلم إئ! ليحزنك الذى يقولون لمحإنهم لا يكذبونث ولبهن
الظدين لايت الله تححدون) أ الأنعام: 33 [.
22 - قال علي رضي الله عنه: قال أبو جهل للنبي ع! ي! ا: إنا لا نكذبك ولكن
نكذب ما جئت به، فأنزل الله تعالى: (فاضهم لا يكذبونث ولبهن الظابين ئايت
الله ئححدون) (1)] الانعام: 33 [.
23 - وروي أن النبي ع!! ص لما كذبه قومه حزن، فجاءه جبريل عليه السلام
فقال: ما يحزنك؟ قال: "كذبني قومي " فقال: إنهم يعلمون أنك صادق،
فأنزل الله] تعالى [الاية (2).
ففي هذه الاية منزع لطيف المأخذ، من تسليته تعالى له عليه السلام،
والطافه ابه [في القول، بأن قرر عنده أنه صادق عندهم، وأنهم غير مكذبين
له، معترفون بصدقه قولا واعتقادا، وقد كانوا يسمونه - قبل النبوة - الأمين،
فدفع بهذا التقرير ارتماض (3) نفسه بسمة الكذب، ثم جعل (4) الذم لهم
بتسميتهم جاحدين ظالمين، فقال تعالى:! الو ولبهن الطدين لايت الله تححدون)
] الأنعام: 33 [.
فحاشاه من الوصم ()، وطوقهم بالمعاندة بتكذيب الايات حقيقة الطلم،
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
أخرجه الترمذي (3064)، وصححه الحاكم في المستدرك 2/ 315، والعلامة أحمد شاكر
في عمدة التفسير 5/ 25. وسيعيده المصنف برقم (280).
قال في المناهل (33): "لم أجده ".
ارتماض: ارتمض من كذا: اشتد عليه وأقلقه (المعجم الوسيط).
فوقها أثبت الناسخ كلمة: "الرب ".
فحاشاه من الوصم: أي نزهه وبرأه من العيب والعار.
71

الصفحة 71