كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

تلك الكلمات انما كان يقولها القائل منهم خفية، ومع أمثاله الكفار (1)
ويحلفون عليها إذا نميت (2)، وينكرونها، و (تحلفوت بأدئه ما قالوا ولقذ قالوا
! طصة ألكفر و! فروا بعدإشلفلا) الايات] التوبة: 4 7 [، وكان - عليه السلام -
مع هذا يطمع في فيئتهم (3)، ورجوعهم إلى الإسلام، وتوبمهم، فيصبر - عليه
السلام - على هناتهم (4) وجفوتهم، كما صبر أولوا العزم من الزسل حتى فاء
كثير منهم باطنا، كما فاء ظاهرا، وأخلص سزا كما أظهر جهرا، ونفع الله بعد
بكثير منهم، وقام منهم للدين وزراء وأعوان وحماة وأنصار كما جاءت به
الاخبار.
وبهذا أجاب بعض أئمتنا رحمهم الله عن هذا السؤال وقال: لعله لم يثبت
عنده - عليه السلام - من أقوالهم ما رفع، وإنما (193/ب) نقله الواحد، ومن
لم يصل رتبة الشهادة في هذا الباب، من صبي، أو عبد، أو امرأة، والدماء
لا تستباج الا بعدلين.
1782 - وعلى هذا يحمل أمر اليهود في السلام، وأنهم لووا به ألسنتهم،
ولم يبينوه، ألا ترى كيف نبهت عليه عائشة، ولو كان صزج بذلك لم تنفرد
بعلمه، ولهذا نبه النبي! ي! أصحابه على فعلهم، وقلة صدقهم في سلامهم،
وخيانتهم في ذلك، ليأ بألسنتهم ()، وطعنا في الدين، فقال: "ان اليهود اذا
سلم أحدهم فانما تقول: السام عليكم، فقولوا: عليكم " (6).
وكذلك قال بعض اصحابنا البغداديين: إن النبي! ي! لم يقتل المنافقين
بعلمه فيهم، ولم يأت أنه قامت بينة على نفاقهم، فلذلك تركهم.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
كلمة: " الكفار"، لم ترد في المطبوع.
(نميت): نقلت.
(فيئتهم): توبتهم ورجوعهم إلى الحق.
(هناتهم): قبائحهم وفسادهم وشرهم.
اليا بألسنتهم): انحرافأ إلى جانب السوء في القول (كلمات الفران لمخلوف).
متفق عليه. انظر جامع الاصول (6/ 9 0 6 - 613).
781

الصفحة 781