كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

الفنادق الآن؟ أف [معلوم أنه ليس فيهم نبيئ مرسل، فيكون أمره أخفث.
قال!: ولكن ظاهر لفظه (1) العموم لكل صاحب فندق من المتقدمين
والمتأخرين. وقد كان فيمن تقذم من الانبياء والزسل من اكتسب المال!.
قال!: ودم المسلم لا يقدم عليه إلا بأمر بتن. وما ترد إليه التأويلات لابد من
إمعان النظر فيه. هذا معنى كلامه.
وحكي عن أبي محمد بن أبي زيد رحمه الله - فيمن قال!: لعن الله العرب،
ولعن الله بني إسرائيل، ولعن الله بني ادم، وذكر آنه لم يرد الأنبياء، وإنما
أردت الظالمين منهم - أن عليه الأدب (2) بقدر اجتهاد السلطان.
وكذلك أفتى - فيمن قال!: لعن الله من حزم المسكر، وقال!: لم أعلم من
حرمه.
1794 - وفيمن لعن حديث: "لا يبيع حاضر لباد" (3) ولعن من جاء به - أنه
إن كان يعذر بالجهل وعدم معرفة السنن فعليه الأدب الوجيع، وذلك أن هذا لم
يقصد بظاهر حاله سمث الله ولا سمث رسوله، وإنما لعن من حزمه من الناس
على نحو فتوى سحنون وأصحابه في المسألة المتقدمة.
ومثل هذا ما يجري في كلام سفهاء الناس من قول! بعضهم لبعض: يا بن
ألف خنزير! وابن مئة كلب! وشبهه من فحش (4) القول!.
ولاشذ أنه يدخل في مثل هذا العدد من آبائه وأجداده جماعة من الأنبياء،
(2)
(3)
(4)
في الأصل: "لفظ "، والمثبت من المطبوع.
(الأدب): العقوبة، والمجازاة على الإساءة.
متفق عليه من حديث ابن عباس وغيره (جامع الأصول 529/ 1 - 533). وفي المطبوع:
"لا يبع". (حاضر): المقيم في المدن والقرى. (البادي): المقيم بالبادية. والمنهي عنه: هو
أن يأتي البدوي البلدة، ومعه قوت يبغي التسارع إلى بيعه رخيصا، فيقول له الحاضر: اتركه
عندي لأغالي في بيعه، فهذا الصنيع محرم لما فيه من الإضرار بالغير. . . (قاله ابن الأثير في
جامع الأصول 1/ 4 0 5).
في المطبوع: "هجر".
792

الصفحة 792