كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

ولعل بعض هذا العدد منقطع إلى ادم عليه السلام، فينبغي الزجر عنه، وتبيين
ما جهل (1) قائله منه، وشدة الأدب فيه.
ولو علم أنه قصد لسب من في ابائه من الأنبياء على علم لقتل.
وقد يضيق القول في نحو (2) هذا لو قال لرجل (197/أ) هاشمي: لعن الله بني
هاشم وقال: أردت الظالمين منهم، أو قال لرجلى من ذرية النبي عليه السلام
قولا قبيحا في ابائه، أو من نسله، أو ولده على علم منه أنه من ذرية النبي عليه
السلام، ولم يكن قرينة في المسألتين تقتضي تخصيص بعض آبائه، وإخراج
النبي عليه السلام مضن سبه منهم.
وقد رأيت لابي موسى:] عيسى [بن مناس -] فيمن [قال لرجل: لعنك الله
إلى آدم] عليه السلام [. . . أنه إن ثبت ذلك عليه قتل.
وقد كان اختلف شيوخنا فيمن قال لشاهد شهد عليه بشيء ثم قال] له [:
أتتهمني؟ فقال له الأخر: الأنبياء يتهمون، فكيف انت؟! فكان شيخنا
أبو اسحاق بن جعفر يرى قتله، لبشاعة ظاهر اللفظ.
وكان القاضي أبو محمد بن منصور يتوقف عن القتل لاحتمال اللفظ عنده
أن يكون خبرا عمن اتهمهم من الكفار.
وأفتى فيها قاضي قرطبة أبو عبد الله بن الحاج (3) بنحو هذا.
وشدد القاضي أبو محمد تصفيده، وأطال سجنه، ثم استحلفه بعد على
تكذيب ما شهد به عليه، إذ دخل في شهادة بعض من شهد عليه وهن، ثم
أطلقه.
(1)
(2)
(3)
في المطبوع: "ما جهله ".
في نسخة: "مثل".
هو محمد بن أحمد القرطبي المالكي. شيخ الأندلس، ومفتيها، وقاضي الجماعة. قتل
ظلما يوم الجمعة وهو ساجد في صفر سنة (529) وله (71) سنة. انظر ترجمته في سير اعلام
النبلاء 19/ 614 - 615.
793

الصفحة 793