كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

وشاهدت شيخنا القاضي أبا عبد الله:] محمد [بن عيسى (1) أيام قضائه أتي
برجل هاتر رجلا (2) اسمه محمد (3) ثم قصد إلى كلب، فضربه برجله، وقال
له: قم يا محمد! فأنكر الرجل أن يكون قال ذلك، وشهد عليه لفيف من
الناس، فأمر به إلى السجن، وتقضى عن حاله، وهل يصحب من يستراب
بدينه (4) من الناس، أم لا ()؟ فلما لم يجد ما يقوي الريبة باعتقاده ضربه
بالسوط وأطلقه (6).
فصل
] في حكم من لم يقصد نقصا، ولم يذكر عيبا ولا سئا. بل قال قولا
على مقصد الترفيع لنفسه، أو لغيؤ، أو على سبيل التمثيل وعدأ
التوقير لنبئه، أو على قصد الهزل والتنذير [(7)
الوجه الخامس: ألآ يقصد نقصا، ولا يذكر عيبا ولا سبا، لكنه ينزع (8)
بذكر بعض أوصافه، أو يستشهد ببعض أحواله] ع! ج! [الجائزة عليه في الدنيا
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
هو محمد بن عيسى التميمي المغربي السبتي المالكي. كان إمام المغرب في وقته. توفي سنة
(5 0 5) هانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 19/ 266.
(هاتر رجلا): سابه بالباطل من القول.
قوله: " اسمه محمد"، لم يرد في المطبوع.
يستراب بدينه: يشك في إسلامه.
قوله: "من الناس أم لا"، لم يرد في المطبوع.
على هامش الأصل ما نصه: "وقد غير عمر بن الخطاب اسم محمد بن زيد بن الخطاب لمثل
ذلك، وذلك أنه سمع رجلا يسب رجلا اسمه محمد، ويقول له: فعل الله بك يا محمد!
وصنع، فقال عمر لابن أخيه محمد: لا أرى رسول الله يسب بك، والله! لا تدعى محمدا،
ما دمت حيا، وسماه عبد الرحمن، ثم هئم بتغيير أسماء من تسمى بأسماء الأنبياء، إكرامأ
لهم بذلك، وغير أسماء قوم معروفين ئم ترك ذلك. أصل". قلت: تقدم نحو هذا الكلام
برقم (1752)، و (1753).
ما بين حاصرتين من عندي.
(ينزع): يميل ويلمح.
794

الصفحة 794