كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

على طريق ضزب المثل، والحجة لنفسه او لغيره، او على التشبه به، او عند
هصيمه دالته، أو غضاضة (2) لحقته، ليس على طريق التأسي وطريق
- (1).
التحقيق، بل على مقصد الترفيع لنفسه او لغيره، أو على سبيل التمثيل وعدم
التوقير] 197/ب [لنبيه عليه السلام، أو] على [قصد الهزل والتنذير (3) بقوله،
كقول القائل: إن قيل في السوء فقد قيل في النبي، وان كذبت فقد كذب
الانبياء، أو ان أذنبت فقد أذنبوا، أو أنا اسلم من ألسنة الناس ولم يسلم منهم
أنبياء الله ورسله، أو قد صبرت كما صبر أولو العزم، أوكصبر أيوب، أو قد
صبر نبي الله عن (4) عداه، وحلم على اكثر مما صبرت، وكقول المتنبي:
انا في أمة تداركها اللى ء غريما كصالح في ثمود
ونحوه من أشعار المتعجرفين في القول، المتساهلين في الكلام، كقول المعري:
كنت موسى وافته بنت شعيب غير أن ليس فيكما من فقير
على أن آخر البيت شديد عند تدبره ()، وداخل في باب الإزراء والتحقير
بالنبي عليه السلام وتفضيل حال غيره عليه.
وكذلك قوله ايضا:
لولا انقطاع الوحي بعد محمد قلنا: محمد من أبيه بديل
هو مثله في الفضل إلا أنه لم يأته برسالة جبريل
فصدر البيت الثاني من هذا الفصل] شديا [لتشبيهه غير النبي عليه السلام
في فضله بالنبي، والعجز محتمل لوجهين: أحدهما أن هذه الفضيلة نقصت
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(هضيمة):نقيصة عظيمة.
(الغضاضة): الذل والمنقصة. والعيب.
(التنذير) قال الخفاجي (4/ 404) معناه: "التكلم بما فيه تعيب وتشهير"، وفي المطبوع:
" التندير"، قال الخفاجي: والظاهر أنه بباء موحدة وذال معجمة - أي: التبذير - تجوز به عن
السفاهة والتلفظ بما لا يليق. .
في الاصل: "من "، والمثبت من المطبوع.
قوله: "عند تدبره "، لم يرد في المطبوع.
795

الصفحة 795