كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

أمثلته، فان هذه كلها وان لم تتضمن سبا، ولا أضافت الى الملائكة والانبياء
نقصا ولا عيبا (1)، ول! ست أعني عجزي بيتي المعري، ولا قصد قائلها إزراء
وغضا، فما وقر النبوة، ولا عطم الرسالة، ولا عزر حرمة الاصطفاء،
ولا عزز حظوة الكرامة، حتى شبه من شبه في كرامة نالها، أو معرة (2) قصد
الانتفاء منها، أو ضرب مثل لتطييب مجلسه، أو إغلاء في وصف لتحسين
كلامه بمن عظم الله خطره (3)، وشرف قدره، وألزم توقيره وبره، ونهى عن
جهر القول له، ورفع الصوت عنده.
فحق هذا -إن درىء عنه القتل - الادب] والسجن [وقوة تعزيره بحسب
شنعة مقاله، ومقتضى قبح ما نطق به، ومألوف عادته لمثله، أو ندوره،
وقرينة كلامه، أو ندمه على ما سبق منه، ولم يزل المتقدمون ينكرون مثل هذا
ممن جاء به، وقد أنكر الرشيد على أبي نواس قوله:
فان يك باقي سحر فرعون فيكم فان عصا موسى بكف خصيب (4)
وقال له: يا بن اللخناء ()، أنت المستهزىء بعصا موسى عليه السلام!
وأمر باخراجه عن عسكره من ليلته.
وذكر القتبيئ أن مما أخذ عليه أيضا، وكفر فيه، أو قارب، قوله في محمد
الامين وتشبيهه إياه بالنبي! يما] حيث قال [:
تنازع الاحمدان الشبه فاشتبها خلقا وخلقأ كما قد الشراكان (6)
وقد أنكروا عليه ايضأ قوله:
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
قوله: "ولا عيبا"، لم يرد في المطبوع.
(المعرة): الاذى والمساءة والمكروه (المعجم الوسيط).
(خطره): مقامه ومنزلته.
خصيب: عبا لهارون الرشيد، ولأه مصر.
يا بن اللخناء: يا بن المنتنة.
(قد): قطع وقذر. (الشراكان): تثنية شراك، وهو سير النعل. وأراد المبالغة في استوائهما
في الفضل.
797

الصفحة 797