كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

فتاني القبر، وهما ملكان، فما الذي أراد؟ أروع دخل عليه حين رآه من
وجهه، ام غاف النظر اليه لدمامة خلقه؟ فان كان هذا فهو شديد، لأنه جرى
مجرى التحقير والتهوين، فهو أشد عقوبة، وليس فيه تصريح بالسب
للملك، وإنما السب واقع على المخاطب. وفي الادب بالسوط والسجن نكا4
للسفهاء، قال: واما ذاكر مالك خازن النار فقد جفا الذي ذكره عندما أنكر
احاله [من عبوس الاخر إلا ان يكون المعبس له يا فيرهب بعبسته، فيشبهه
القائل بمالك خازن النار (1) على طريق الذم لهذا في فعله، ولزومه في ظلمه
صفة مالك، الملك المطيع لربه (2) في فعله، فيقول: كأنه له يغضب غضب
مالك، فيكون أخف، وما كان ينبغي له التعزض لمثل هذا، ولو كان أثنى
على العبوس بعبسته، واحتج بصفة مالك كان أشد، فيعاقب المعاقبة
الشديدة، وليس في هذا ذم للملك، ولو قصد ذمه لقتل.
وقال أبو الحسن أيضا -في شال! معروف بالخير قال لرجل شيئا، فقال له
(199/أ) الرجل: اسكت، فانك أمي. فقال الشاب: اليس قد كان النبي غ!
أميا! فشنع عليه مقاله، وكفره الناس، وأشفق الشاب مما قال، وأظهر الندم
عليه، فقال أبو الحسن: أما اطلاق الكفر عليه فخطأ لكنه مخطىء في استشهاب
بصفة النبي ع! جم، وكون النبي أميا اية له، وكون هذا أميا نقيصة فيه وجهالة.
ومن جهالته احتجاجه بصفة النبي مج! ي! ا، لكنه إذا استغفر وتاب، واعترف
ولجأ إلى الله فم! رك، لأن قوله لا ينتهي إلى حد القتل، وما طريقه الأدب فطوع
فاعله بالندم عليه يوجما الكف عنه.
ونزلت أيضا مسألة استفتى فيها بعض قضاة الأندلس شيخنا القاضي
أبا محمد بن منصور ارحمه الله [في رجل تنقصه اخر بشيء، فقال له: إنما تريد
نقصي بقولك، وأنا بشر، وجميع البشر يلحقهم النقص حتى النبي! ج!،
(1)
(2)
قوله: "بما لك خازن النار"، لم يرد في المطبوع.
في الاصل: "لديه "، والمثبت من المطبوع.
799

الصفحة 799