كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

الحارث بن أسد، فقد صنع احمد مثله في رده على الجهمية (1) والقائلين
لا. - (2)
و.
هذه الوجوه السائغة الحكاية عنها، فأما من (3) ذكرها على غير هذا: من
حكاية سبه والإزراء بمنصبه على وجه الحكايات، والاسمار، والطرف،
وأحاديث الناس، ومقالاتهم في الغث والسمين، ومضاحك المجان، ونوادر
الشفهاء (4)، والخوض في قيل وقال، وما لا يعني -فكل هذا ممنوع، وبعضه
اشذ في المنع والعقوبة من بعض، فما كان من قائله الحاكي له على غير قصد أ و
معرفة بمقدار ما حكاه، أو لم يكن ذلك () عادته، أو لم يكن الكلام من
البشاعة حيث هو، ولم يظهز على حاكيه استحسانه واستصوابه، زجر عن
ذلك، ونهي عن العودة إليه، وإن قوم (6) ببعض الادب (7) فهو مستوجسما له،
وإن كان لفظه من البشاعة حيث هو كان الادب أشد.
وقد حكي ان رجلا سأل مالكا عمن يقول: القران مخلوق. فقال مالك:
كافر فاقتلوه. فقال: انما حكيته عن غيري. فقال مالك: إنما سمعناه منك.
وهذا من مالك على طريق الزجر والتغليظ، بدليل أنه لم ينفذ قتله.
وإن اتهم هذا الحاكي فيما حكاه أنه اختلقه، ونسبه إلى غيره، أو كانت
(1)
(2)
(3)
(4)
(6)
(7)
(الجهمئة): فرقة من المبتدعة، ينتسبون الى جهم بن صفوان. وكان ينكر الصفات، وينزه
الباري عنها بزعمه، ويقول بخلق القران، ويقول: إن الله في الامكنة كلها، قتله نصر بن
سيار في سنة (128) هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 26/ 6 - 27، والاعلام،
والفتح (13/ 345).
أي القائلين بخلق القران وهم المعتزلة، أو بالعمل المخلوق للإنسان، أي هو يخلقه، وهو
قول المعتزلة والقدرية. أو بالمخلوق القديم، وهو قول الفلاسفة. قال الخفاجي: "والظاهر
أن المراد خلق أفعال العباد من غير كسب وهو الجبر".
كلمة ة " من"، لم ترد في المطبوع.
في المطبوع: "السخفاء".
قوله: " ذلك "، لم يرد في المطبوع.
قوم: أرشد للاستقامة فيما يحكيه.
ببعض الأدب: بتعزير خفيف يليق به.
802

الصفحة 802