كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

عليه، وما يطرأ من الأمور البشرية ابه [ويمكن إضافتها إليه، أويذكر بعض (1)
ما امتحن به، وصبر في ذات (2) الله عليه و (3) على شدته من مقاساة أعدائه،
وأذاهم له، ومعرفة ابتداء حاله وسيرته، وما لقيه من بؤس زمنه، ومر عليه
من معاناة عيشته، كل ذلك على طريق الرواية، ومذاكرة العلم، ومعرفة
ما صحت منه العصمة للأنبياء، وما يجوز عليهم -فهذا فن خارج عن هذه
الفنون الستة، اذ ليس فيه غمص! ولا نقص، ولا إزرا! ولا استخفاف، لا في
ظاهر اللفظ، ولا في مقصد اللأفظ، لكن يجب أن يكون الكلام فيه مع أهل
العلم وفهماء طلبة الدين مفن يفهم مقاصده. ويحققون فوائده، ويجنب ذلك
من عساه لا يفقه، أو يخشى به فتنته، فقد كره بعض السلف تعليم النساء سورة
يوسف -عليه السلام - لما انطوت (4) عليه من تلك القصص لضعف معرفتهن،
ونقص عقولهن وإدراكهن.
1795 - فقد قال - عليه السلام - مخبرا عن نفسه باستئجاره لرعاية الغنم في
ابتداء حاله، وقال: "ما من نبي الا وقد رعى الغنم " ().
وأخبرنا الله تعالى بذلك عن موسى عليه السلام، وهذا لا غضاضة فيه
جملة واحدة لمن ذكره على وجهه، بخلاف من قصد به الغضاضة والتحقير،
بل كانت عادة جميع العرب (1 0 2/ أ).
نعم، في ذلك للأنبياء حكمة بالغة، وتدريج لله تعالى لهم إلى كرامته،
وتدريب برعايتها لسياسة أممهم (6) من خليقته بما سبق لهم من الكرامة في
الأزل، ومتقدم العلم.
(1)
(2)
(س!)
(4)
(5)
(6)
كلمة: "بعض "، لم ترد في المطبوع.
في الأصل: "ذكر"، والمثبت من المطبوع.
قوله: "عليه و"، لم يرد في المطبوع.
في الأصل: "انطوى "، والمثبت من المطبوع.
أخرجه البخاري (3406)، ومسلم (2050) من حديث جابر، والبخاري (2262) من
حديث أبي هريرة.
في الأصل: "بسياسة أمتهم "، والمثبت من المطبوع.
4 0 8

الصفحة 804