كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

وكذلك قد ذكر الله يتمه - عليه السلام - وعيلتا 1) على طريق المنة عليه،
والتعريف بكرامته له، فذكر الذاكر الها [على وجه تعريف حاله، والخبر عن
مبتدئه، والتعجب من منح الله قبله، وعظيم منته عنده ليس فيه غضاضة، بل
فيه دلالة على نبؤنه وصح! دعوته، إذ أظهره الله تعالى بعد هذا على صناديد
العرب، ومن ناوأه (2) من أشرافهم، شيئا فشيئا، وتمم (3) أمره حتى قهرهم،
وتمكن من ملك مقاليدهم، واستباحة ممالك كثير من الامم غيرهم، باظهار
الله تعالى له، وتأييده بنصره وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم، وإمداده
بالملائكة المسومين (4)، ولو كان -عليه السلام - ابن ملك أو ذا أشياع ()
متقذمين لحسب كثير من الجهال أن ذلك موجما ظهوره، ومقتضى علوه.
1796 - ولهذا قال هرقل - حين سأل أبا سفيان عنه -:
هل في آبائه من ملك؟ افقال: لا [ثم قال: فلو كان في آبائه ملك لقلنا:
رجل يطلب ملك أبيه (6)، وإذ المم من صفته وإحدى علاماته في الكتب
المتقدمة وأخبار الأمم السالفة.
وكذا وقع ذكره - عليه السلام - في كتاب أرميا (7)، وبهذا وصفه ابن ذ ي
يزن لعبد المطلب، وبحيرا لابي طالب.
وكذلك إذا وصف بأنه امي كما وصفه الله تعالى به - فهي مدحة له وفضيلة
ثابتة فيه، وقاعدة معجزص، إذ معجزته العظمى من القرآن العظيم إنما هي
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(عيلته):فقره.
(نا وا): عا د اه.
في المطبوع: "ونفى ".
(المسؤمين): المعلمين أنفسهم أو خيلهم بعلامات (كلمات القرآن لمخلوف).
(أ شياع): أ تباع.
حديث متفق عليه، وهو قطعة من حديث أبي سفيان مع هرقل المتقدم برقم (282، 358).
من أنبياء بني إسرائيل. انظر كتاب إفحام اليهود ص (13 1). للإمام المهتدي السموءل بن
يحيى المغربي.
805

الصفحة 805