كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

متعلقة بطريق المعارف والعلوم، مع ما منح به! حم، وفضل به من ذلك، كما
قدمناه في القسم الاول.
ووجود مثل ذلك في رجل، لم يقرأ، ولم يكتب، ولم يدارس، ولا لقن،
مقتضى العجب، ومنتهى العبر، ومعجزة البشر.
وليس في ذلك نقيصة (1)، اذ المطلوب من الكتابة والقراءة المعرفة، وإنما
هي آلة لها، وواسطة موصلة إليها، غير مرادة في نفسها (1 0 2/ب) فاذا حصلت
الثمرة والمطلوب استغني عن الواسطة والشبب.
والأمتة في غيره نقيصة، لانها سبب الجهالة، وعنوان الغباوة، فسبحان
من باين 2 امره من امر غيره، وحعل شرفه فيما فيه محطة (3) من (4) سواه،
و] جعل [حياته فيما فيه هلاك من عداه ()، هذا شق قلبه، واخراج حشؤ،
كان تمام حياته، وغاية قوة نفسه، وثبات روعه (6)، وهو فيمن سواه منتهى
هلاكه، وحتم موته وفنائه، وهلئم جزا، الى سائر ما روي له من أخباره
وسيره، وتقلله من الدنيا، ومن الملبس، والمطعم، والمركب، وتواضعه
ومهنته نفسه في أموره، وخدمة بيته زهدا، ورغبة عن الدنيا، وتسوية بين
حقيرها وخطيرها، لسرعة فناء أمورها، وتقلب احوالها، كل هذا من فضائله
وماثره وشرفه كما ذكرنا، فمن أورد شيئا منها مورده، أو قصد (7) بها مقصده
كان حسنا، ومن أورد ذلك على غير وجهه، وعلم منه بذلك سوء قصده لحق
بالفصول التي قدمناها.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
في الأصل: "وليس فيه إذ ذلك نقيصة "، والمثبت من المطبوع.
(باين): خالف وغاير.
(محطة): أي تحط وتنزل قدر غيره.
قوله: "من "، لم يرد في المطبوع.
في الأصل: "من عاداه وعداه "، والمثبت من المطبوع.
(روعه): قلبه.
في المطبوع: "وقصد".
806

الصفحة 806