كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

ان يلتزم في كلامه عند ذكره عليه السلام، وذكر تلك الأحوال الواجب من
توقيره وتعظيمه، ويراقب حال لسانه، ولا يهمله، وتظهر عليه علامات
الأدب عند ذكره، فاذا (1) ذكر ما قاساه من الشدائد ظهر عليه الإشفاق
والارتماض (2)، والغيظ على عدوه، ومودة الفداء للنبي جم! لو قدر عليه،
والنصرة له لو أمكنته.
وإذا أخذ في أبواب العصمة، وتكلم على مجاري أعماله واقواله - عليه
السلام - تحرى (3) احسن اللفظ، وأدب العبارة على (4) ما أمكنه، واجتنب
بشيع ذلك، وهجر من العبارة ما يقبح، كلفظة الجهل والكذب (202/ب)
والمعصية، فاذا تكلم في الاقوال قال: هل يجوز عليه الخلف في القول
والإخبار بخلاف ما وقع سهوا أو غلطا؟! أو نحوه من العبارة، ويتجنب لفظة
الكذب جملة واحدة.
واذا تكلم على العلم قال: هل يجوز ألا يعلم إلا ما عقم؟ وهل يمكن ألا
يكون عنده علم من بعض الاشياء حتى يوحى إليه؟ ولا يقول: يجهل، لقبح
اللفظ وبشاعته.
وإذا تكلم في الأفعال قال: هل تجوز منه المخالفة في بعض الأوامر
والنواهي ومواقعة] بعض [الصغائر؟ فهو أولى وآدب من قوله: هل يجوز أ ن
يعصي، أو يذنب أو يفعل كذا وكذا، من أنواع المعاصي؟ فهذا من () حق
توقيره عليه السلام، وما يجب له من تعزير (6) وإعظام.
وقد رأيت بعض العلماء لم يتحفظ من هذا، فقتح منه، ولم أستصوب
عبارته فيه.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
في الاصل: " فأما"، والمثبت من المطبوع.
(الارتماض): القلق والحزن والشدة.
(تحرى): توخى وقصد.
قوله: " على "، لم يرد في المطبوع.
في الاصل: "في"، والمثبت من المطبوع.
في المطبوع: "تعزيز"، والتعزير: التوقير والتعظيم.
9 0 8

الصفحة 809