كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

ووجدت بعض الحائرين (1) قؤله (2) لاجل ترك تحفظه في العبارة - ما لم
، وشنع 3 عليه بما يأباه، ويكفر قائله.
وإذا كان مثل هذا بين الناس مستعملا في ادابهم، وحسن معاشرتهم،
وخطابهم، فاستعماله في حقه - عليهم السلام - اوجب، والتزامه اكد.
فجودة العبارة تقتح الشيء أو تح! نه، وتحريرها وتهذيبها تعظم الأمر أ و
تهونه.
1797 - ولهذا قال عليه السلام: "ان من البيان لسحرا" (4).
فأما ما أورده على جهة التفي عنه والتنزيه له ()، فلا حرج في تسريح
العبارة (6)، وتصريحها فيه، كقوله: لا يجوز عليه الكذب جملة، ولا إتيان
الكبائر بوجه، ولا الجور في الحكم عل حال، ولكن مع هذا يجب ظهور
توقيره وتعظيمه وتعزيره (7) عند ذكره مجزدا، فكيف عند ذكر مثل هذا؟! 0
وقد كان السلف تظهر عليهم حالات شديدة عند مجرد ذكره، كما قذمناه
في القسم الثاني.
وأقد [كان بعضهم يلتزم مثل ذلك عند تلاوة اي من القران، حكى الله
تعالى فيها مقال عداه، ومن كفر باياته، وافترى عليه الكذب، فكان يخفض
بها صوته إعظاما لرقي، وإجلالا له، وإشفاقا من التشبه بمن كفر به (203/ أ).
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
الحائرين: من الحيرة وهي التردد، أي المتحيرين في سبيل الرشاد. وفي المطبوع:
"الجائرين ": أي المائلين عن الإنصاف.
قؤله: من التقول، وهو تكلف القول، والافتراء عليه / قاله الخفاجي.
في الأصل: " ويثرح "، والمثبت من المطبوع.
أخرجه البخاري (5767) عن ابن عمر، ومسلم (869) عن عمار بن ياسر.
قوله: "له "، لم يرد في المطبوع.
تسريح العبارة: إطلاقها من غير احتراز.
قوله: " وتعزيره "، لم يرد في المطبوع.
810

الصفحة 810