كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

منهم، فأكثر قول مالك وأصحابه تزذ القول بتكفيرهم، وترذ قتلهم،
والمبالغة في عقوبتهم، وإطالة سجنهم، حتى يظهر إقلاعهم (1)، وتستبين
توبتهم، كما فعل عمر ارضي الله عنه [بصبيغ (2).
وهذا قول محمد بن المواز في الخوارج، وعبد الملك بن الماجشون،
وقول سحنون في جميع أهل الأهواء، وبه فسر قول مالك في الموطأ (3)،
وما رواه عن عمر بن عبد العزيز، وجده (4)، وعقه ()، من قولهم في
القدرية: يستتابون، فان تابوا وإ لآ قتلوا.
وقال عيسى، عن ابن القاسم في أهل الاهواء من الإباضية (6)، والقدرية،
وشبههم ممن خالف الجماعة من أهل البدع والتحريف، لتأويل كتاب الله عز
وجل: يستتابون أظهروا ذلك او أسزوه. فان تابوا وإلا قتلوا، وميراثهم
لورثتهم.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(إقلاعهم): تزكهم ما هم عليه.
هو صبيغ - بوزن عظيم - بن عسل، ويقال: عسيل. ويقال: ابن سهل الحنظلي. قال ابن
حجر في الإصابة: "له إدراك وقصته مع عمر مشهورة ". كان يتتبع مشكل القران ومتشابهه.
وذكر ابن دريد في كتاب الاشتقاق أنه كان يحمق. وقال أبو أحمد العسكري: واتهمه عمر
برأي الخوارج ". وهو داعية فتنة وسوء. لذلك ضربه سيدنا عمر ونفاه إلى البصرة تأديبأ.
وأمر الناس ألا يجالسوه. واتخذ بعض المغرضين - من هذه القصة - ذريعة للتهجم والحط
من قدر الخليفة العادل عمر بن الخطاب. وما فعله عمر هو الصواب عينه، حيث وأد الفتنة
في مهدها، واجتثها من أصولها، وعاقب داعيتها.
2/ 736 وفيه: "ومعنى قول النبي! يلأ، فما نرى والله أعلم، من غير دينه فاضربوا عنقه. أنه
من خرج من الإسلام إلى غيره، مثل الزنادقة وأشباههم. فان أولئك إذا ظهر عليهم، قتلوا
ولم يستتابوا لأنه لا تعرف توبتهم. وأنهم كانوا يسرون الكفر، ويعلنون الإسلام. فلا أرى
أن يستتاب هؤلاء، ولا يقبل منهم قولهم. . . ".
(جد عمر بن عبد العزيز): هو مروان بن الحكم.
(عمه): عئم عمر بن عبد العزيز هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
(الإباضية): فرقة من فرق الخوارج. ينسبون إلى عبد الله بن إباض المقاعسي التميمي. قال
الزركلي في الاعلام 4/ 62: "وهم في المشرق اليوم، اكثر اهل المملكة العمانية، ولهم
فيها الإمامة والسيادة. أما في الجزائر فبلاد "وادي ميزاب " معظم سكانها إباضية ".
835

الصفحة 835