كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

قال اسماعيل القاضي: وانما قال مالأ في القدرية وسائر اهل البدع:
"يستتابون، فان تابوا والا قتلوا" لأنه من الفساد في الأرض، كما قال في
المحارب: ان رأى الإمام قتله، وان لم يقتل، قتله، وفساد المحارب انما هو
في الأموال ومصالح الدنيا، وان كان قد يدخل أيضا في امر الدين من سبيل
الحج والجهاد. وفساد أهل البدع معظمه على الدين، وقد يدخل في أمر الدنيا
بما يلقون بين المسلمين من العداوة، والله الموفق للصواب.
فصل
في تحقيق القول في اكفار المتأولين (1)
قد ذكزنا مذاهب الشلف في إكفار أصحاب البدع والاهواء المتأؤلين، ممن
قال قولا، يؤديه مساقه الى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه.
وعلى اختلافهم، اختلف الفقهاء والمتكلمون في ذلك، فمنهم من صوب
التكفير الذي قال به الجمهور من السلف، ومنهم من أباه ولم ير اخراجهم من
سواد المؤمنين، وهو قول أكثر الفقهاء والمتكلمين، وقالوا: هم فساق عصا!
ضلال، ونوارثهم من المسلمين، ونحكم لهم بأحكامهم، ولهذا قال
لسحنون: لا إعادة (210/أ) على من صلى خلفهم في وقت، ولا غيره (2) قال:
وهو قول جميع أصحاب مالك مثل (3): المغيرة، وابن كنانة، وأشهب،
قال: لأنه مسلم، وذنبه لم يخرجه من الإسلام.
واضطرب آخرون في ذلك، ووقفوا عن القول بالتكفير أو ضده واختلاف
قولي مالك في ذلك، وتوقفه عن اعادة الملاة خلفهم منه وإلى نحو من هذا
ذهب القاضي أبو بكر امام أهل التحقيق والحق، وقال: انها من
(1)
(2)
(3)
(المتأولين): هم أصحاب البدع الذين اولوا عقائدهم الباطلة بما يجعلها صحيحة، وأولوا
بعض النصوص المشكل ظاهرها.
قوله: "في وقت ولا غيره ". لم يرد في المطبوع.
في المطبوع: "كلهم".
839

الصفحة 839