كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

رسول الله! ي! يقول: "يخرج في هذه الأمة (1) " (2) ولم يقل: من هذه الأمة،
وتحرير أبي سعيد الرواية، وإتقانه اللفظ.
1813 - أجابهم الآخرون: بأن العبارة: ب "في " لا تقتضي تصميحا بكونهم
من غير الأمة، بخلاف لفظة "من" التي هي للتبعيض وكونهم من الأمة مع أنه قد
روي عن علي، وأبي ذر، وأبي أمامة وغيرهم في هذا الحديث: "يخرج من
أفتي " (1).
1814 - و"سيكون من امتي" (4)، وحروف المعاني مشتركة، فلا تعويل
على إخراجهم من الأمة ب "في"، ولا على إدخالهم فيها ب "من"، لكن
أبا سعيد - رضي الله عنه - أجاد ما شاء في التنبيه الذي نبه عليه. وهذا مما يدل
على سعة فقه الصحابة، وتحقيقهم للمعاني، واستنباطها من الالفاظ،
وتحريرهم لها، وتوقيهم في الرواية.
هذه المذاهب المعروفة لأهل السنة. ولغيرهم من الفرق فيها مقالات كثيرة
مضطربة سخيفة، اقربها قول جهم () ومحمد بن شبيب (6): إن الكفر بالله
الجهل به، لا يكفر أحد بغير ذلك.
وقال أبو الهذيل (7): إن كل متأؤل كان تأويله تشبيها لله بخلقه، وتجويرا له
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
كلمة "الامة "، لم ترد في المطبوع.
أخرجه البخاري (6931)، ومسلم (64 0 1/ 47 1).
أخرجه مسلم (66 0 1/ 56 1) من حديث علي.
أخرجه مسلم (67 0 1) من حديث أبي ذر الغفاري. وانظر مجمع الزوائد 6/ 5 22 - 43 2.
هو جهم بن صفوان السمرقندي. تقدم التعريف به.
من المعتزلة، من تلاميذ إبراهيم بن سئار النظام. انظرمقالات الإسلاميين 1/ 18 2 - 19 2.
هو رأس المعتزلة، محمد بن الهذيل البصري العلأف. صاحب التصانيف، الذي أنكر
الصفات المقدسة، حتى العلم والقدرة، وقال: هما الله، وأن لما يقدر الله عليه نهاية واخرا،
وأن للقدرة نهاية لو خرجت إلى الفعل، فان خرجت لم تقدر على خلق ذرة أصلا. قال
الذهبي: "وهذا كفر وإلحاد". ثم قال: وطال عمر أبي الهذيل، وجاوز التسعين، وانقلع في
سنة (227) هـ. ويقال: بقي إلى سنة (235) هـ. انظر سير أعلام النبلاء 0 1/ 542 - 543.
4 4 8

الصفحة 844