كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

في فعله، وتكذيبا لخبره فهو كافو، وكل من أثبت شيئا قديما
لا يقال له: الله، فهو كافر.
وقال بعض المتكلمين: إن كان ممن عرف الأصل، وبنى عليه، وكان فيما
هو من أوصاف الله فهو كافر، وإن لم يكن من هذا الباب ففاسق، إلا أن يكون
مفن لم يعرف الأصل فهو مخطىء غير كافر.
وذهب عبيد الله بن الحسن العنبري (1) إلى تصويب أقوال المجتهدين في
أصول الدين فيما كان عزضة للتاويل، وفارق في ذلك فرق الأمة، إذ أجمعوا
سواه على أن الحق في اصول الدين في واحد، والمخطىء فيه اثم عاص
فاسق. وإنما الخلاف في تكفيره.
وقد حكى القاضي أبو بكر الباقلاني مثل قول عبيد الله عن داود
الأصبهاني (2)، قال: وحكى قوم عنهما أنهما قالا ذلك في كل من علم الله
أسبحانه [من حاله استفراغ الوسع في طلب الحق من أهل (211/ب) ملتنا أو من
غيرهم.
(1)
(2)
(3)
(4)
وقال نحو هذا القول: الجاحظ (3)، وثمامة (4)، في أن كثيرا من العاقة
محدث، ثقة، فقيه، قاضبى. لكن عابوا عليه قوله: "كل مجتهد مصيب ". قال ابن حجر في
التهذيب: " ونقل محمد بن إسماعيل الازدي في "ثقاته" أنه رجع عن المسألة التي ذكرت عنه
لما تبين له الصواب والله أعلم ". توفي بالبصرة سنة (68 1) هـ. (التهذيب، الأعلام).
في الاصل: "الأصفهاني "، والمثبت من المطبوع. وداود الاصبهاني هو ابن علي بن خلف
صاحب المذهب الظاهري. الذي اندثر ولم يبق له أتباع اليوم. ولد داود سنة (0 0 2) هومات
سنة (270) هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (13/ 97 - 08 1).
هو أبو عثمان، عمرو بن بحر البصري المعتزلي. قال الذهبي: "كان ماجنأ قليل الدين، له
نوادر" من تصانيفه: "الحيوان" و"البخلاء" و"البيان والتبيين ". مات سنة (250) ا و
(255) هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 1 1/ 526 - 530.
هو ثمامة بن أشرس. من رؤوس المعتزلة القائلين بخلق القران. توفي سنة (213) هـ. انظر
ترجمته في سير أعلام النبلاء 0 1/ 03 2 - 6 0 2.
845

الصفحة 845