كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

وكذلك من اعترف بالهية الله ووحدانيته، ولكنه اعتقد أنه غير حي، أ و
غير قديم، وأنه محدث أو مصور، أو ادعى له ولدا، أو صاحبة، أ و
والدا، أو أنه متولد من شيء، أو كائن عنه، أو أن معه في الأزل شيئا قديما
غيره، أو أن ثم صانعا للعالم سواه، أو مدبرا غيره، فذلك كله كفر باجماع
ا! لمين، كقول الإلهئين من الفلاسفة (1)، والمنجمين (2)،
والطبائعيين (3)، (212/أ) وكذلك من ادعى مجالسة الله، والعروج إليه،
ومكالمته، أو حلوله في أحد الأشخاص، كقول بعض المتصوفة،
والباطنية، والنصارى، والقرامطة.
وكذلك يقطع (4) على كفر من قال بقدم العالم، أو بقائه، او شك في ذلك
على مذهب بعض الفلاسفة، والدهرية، أو قال بتناسخ الأرواح، وانتقالها
أبد الاباد في الأشخاص، وتعذيبها أو تنعيمها فيها بحسب زكائها () وخبثها.
وكذلك من اعترف بالإلهتة والوحدانية، ولكنه جحد النبوة من أصلها عموما،
أو نبؤة نتينا -عليه السلام - خصوصأ، أو أحدا من الأنبياء الذين نص الله عليهم
بعد علمه بذلك، فهو كافر بلاريب: كالبراهمة (6)، ومعظم اليهود،
والأروسية (7) من النصارى، والغرابية من الروافض الزاعمين أن عليا رضي الله
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(الإلهيون من الفلاسفة): هم الذين تكلموا في ذات الله وصفاته بعقولهم. فتاهوا وضلوا. لأن
صفاته سبحانه توقيفية. لا تعلم إلا بالوحي.
(المنجمين): هم القائلون بتأثير الكواكب في حوادث الحياة.
(الطبائعيين): هم القائلون بتاثير الطبيعة في حوادث الحياة.
في المطبوع: "نقطع".
(زكائها): طهارتها وصلاحها.
(البراهمة): من يؤمنون بالديانة البرهمانية: وهي ديانة هندية تنكر النبوات والبعث، وتحرم
لحوم الحيوان (المعجم الوسيط باختصار).
المعروف أن الاروسية فرقة مسيحية توحد الله، وتعترف بعبودية المسيح له عز وجل،
ولا تقول شيئأ مما يقول النصارى في ربوبيته، وتؤمن بنبوته. وانظر بحث: "من هم
الأريسيون؟ " في كتاب السيرة النبوية ص (253) للعلامة الداعية أبي الحسن الندوي حفظه
الله.
848

الصفحة 848