كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

عنه كان المبعوث اليه جبريل، وكالمعطلة (1)، والقرامطة، والإسماعيلية (2)
والعنبرية من الرافضة، وإن كان بعض هؤلاء قد أشركوا في كفر اخر مع من
قبلهم.
وكذلك من دان بالوحدانية، وصحة النبوة، ونبوة نبينا عليه السلام،
ولكن جوز على الانبياء الكذب فيما أتوا به، ادعى في ذلك المصلحة بزعمه أ و
لي يدعها فهو كافز باجماع، كالمتفلسفين، وبعض الباطنية] والروافض [
وغلاة المتصوفة، وأصحاب الإباحة (3) فان هؤلاء زعموا أن ظواهر الشرع،
وأكثر ما جاءت به الرسل من الاخبار عما كان، ويكون، من أمور الاخرة،
والحشر، والقيامة والبعث والنشور (4) والجنة والنار، ليس منها شيء على
مقتضى لفظها، ومفهوم خطابها، وإنما خاطبوا بها الخلق على جهة المصلحة
لهم، اذ لم يمكنهم التصريح لقصور أفهامهم، فمضمون () مقالاتهم إبطال
الشرائع، وتعطيل الاوامر والنواهي، وتكذيب الزسل، والارتياب فيما
أتوا به.
وكذلك من أضاف إلى نبينا ا! ي! [تعمد الكذب فيما بلغه أو أخبر به، أ و
شك في صدقه، أو سبه، أو قال: انه لم يبلغ، أو استخف به، أو بأحد من
الأنبياء، أو أزرى (212/ب) عليهم (6)، أو اذاهم، أو قتل نبيا، أو حاربه،
فهو كافو باجماع.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(المعطلة): هم الذين جحدوا الألوهية والرسالة والأحكام.
(الإسماعيلية) فرقة من الباطنية تنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق. قال الزركلي في
الأعلام 1/ 1 31: "وهي من فرق الشيعة في الأصل، وتميزت عن الاثني عشرية بأن قالت
بامامته بعد أبيه، والاثنا عشرية تقول لامامة أخيه موسى الكاظم ". ثم قال: وكان من
الإسماعيلية القرامطة ودولتهم بالبحرين. وانظر الفهرست ص (264).
(أصحاب الإباحة) هم الذين استباحوا المحرمات.
قوله: " والبعث والنشور"، لم يرد في المطبوع.
في المطبوع: "فمضفن".
(أزرى عليهم): عابهم، وانتقص قدرهم.
9 4 8

الصفحة 849