كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

لنفسه، أو جوز اكتسابها والبلوغ بصفاء القلب الى مرتبتها، كالفلاسفة وغلاة
المتصوفة.
وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة، أو أنه يصعد إلى
السماء ويدخل الجنة، ويأكل من ثمارها، ويعانق الحور العين، فهؤلاء كلهم
كفار مكذبون للنبي! جم، لانه أخبر -عليه السلام - أنه خاتم النبيين، لا نبي
بعده، وأخبر أيضا عن الله اتعالى [أنه خاتم النبيين، وأنه أرسل إلى كافة
الناس (1).
واجمعت (213/أ) الامة على حمل هذا الكلام على ظاهره، وأن مفهومه
المرافى منه فىون تاويل ولا تخصيص، فلا شك في كفر هؤلاء الطوائف كلها
قطعأ، إجماعا وسمعا.
وكذلك وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب (2)، أو خص
حديثا مجمعا على نقله، مقطوعا به، مجمعا على حمله على ظاهرة، كتكفير
الخوارج بابطال الرجم (3)، ولهذا نكفر من دان بغيز ملة المسلمين من الملل،
أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام،
واعتقده، واعتقد ابطال كل مذهب سواه، فهو كافر باظهار ما أظهره من
خلاف ذلك.
وكذلك نقطع بتكفير كل قائل قال قولا يتوصل به الى تضليل الأمة، وتكفير
جميع الصحابة، كقول الكميليه (4) من الرافضة بتكفير جميع الامة بعد
(1)
(2)
(3)
(4)
وهذه الطائفة -كالبابثة والبهائية - خارجة عن المفة. انظر كتاب العقيدة الإسلامية والفكر
المعاصر للدكتور البوطي ص (87 - 89)، وكتاب الثقافة الإسلامية في الهند ص (0 23).
في المطبوع: "وأنه أرسل كافة للناس "، وهو الافصح. انظر معجم الاغلاط الشائعة
ص (218 - 219).
دافع نص الكتاب: أي منع ونازع فيما جاء صريحا في القرآن، كبعض جهلة المتصوفة.
للزاني المحصن.
(الكميلية): فرقة من غلاة الشيعة. تقول: بتناسخ الارواح، والحلول. وهم أصحاب ابي
كامل. اكفر جميع الصحابة بتركها بيعة علي رضي الله عنه، وطعن في علي أيضأ بتركه طلب=
1 5 8

الصفحة 851