كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

بعد، والمزتاب في ذلك، أو المنكر - بعد البحث وصحبة المسالمين - كافر
باتفاق، لا يعذر بقوله: لا أدري، ولا يصدق فيه، بل ظاهره التستر عن
التكذيب، إذ لا يمكن أنه لا يدري.
وأيضا فانه إذا جؤز على جميع الأمة الوهم والغلط فيما نقلوه من ذلك،
وأجمعوا أنه قول الرسول -عليه السلام - وفعله وتفسير مراد الله به - أدخل
الاسترابة (1) في جميع الشريعة، إذ هم الناقلون لها وللقران، وانحلت عرى
الإسلام كزة، ومن قال هذا فهو كافر.
وكذلك من أنكر القران، أو حزفا منه، أو غير شيئا منه، أو زاد فيه،
كفعل الباطنئة والإسماعيلية، او من زعم أنه ليس بحجة للنبي!، أو ليس
فيه حجة ولا معجزة، كقول هشام الفوطي (2)، ومعمر البصري (3): إنه لا يدل
على الله، ولا حجة فيه لرسوله، ولا يدل على ثواب ولا عقاب، ولا حكم،
ولا محالة في كفرهما بهذا (4) القول، أو من قال بقولهما ().
وكذلك تكفيرهما بإنكارهما أن يكون في سائر معجزات النبي ع! ي! حخة
له، او في خلق السموات والأرض دليل على الله، لمخالفتهم الإجماع والنقل
المتواتر عن النبي لمج! ي! باحتجاجه بهذا كفه، وتصريح القرآن به.
وكذلك من انكر شيئا مفا نص فيه القرآن - بعد علمه - أنه من القران الذي
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(ا لاسترا بة): الثذ والشبهة.
هو هشام بن عمرو الفوطي، المعتزلي، قال الذهبي: "صاحب ذكاء وجدال، وبدعة
ووبال. نهى عن قول: "حسبنا الله ونعم الوكيل "، وقال: لا يعذب الله كافرا بالنار. . . "
انظر سير أعلام النبلاء 0 1/ 547.
في الأصل والمطبوع: "الضمري "، والمثبت من سير أعلام النبلاء وغيره. وهو معفر بن
عثاد البصري السلمي. معتزلي من الغلاة. انفرد بمسائل: منها أن الإنسان يدبر الجسد وليس
بحاك فيه. والإنسان عنده ليس بطويل ولا عريض، وإنما هو شيء غير هذا الجسد، وهو
حي عالم قادر مختار، فوصف الإنسان بوصف الإلهية. هلك سنة (215) هـ. انظر ترجمته
في سير أعلام النبلاء 0 1/ 546، والأعلام، والملل والنحل 1/ 65 - 67 وغيره.
في المطبوع: " بذلك ".
قوله: "أو من قال بقولهما"، لم يرد في المطبوع.
4 5 8

الصفحة 854