كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

في أيدي الناس، ومصاحف المسلمين، ولم يكن جاهلا به، ولا قريب عهد
بالإسلام، واحتج لإنكاره إما بأنه لم يصح النقل عنده، ولا بلغه العلم به، أ و
لتجويز الوهم على ناقليه، فنكفره بالطريقين المتقدمين، لانه مكذلب للقرآن،
مكذلب للنبي لمج! ح!، لكنه تستر بدعواه.
وكذلك من انكر الجنة، او النار، أو البعث ا أ [و الحساب ا أ [و القيامة
فهو كافر باجماع، للنص عليه، وإجماع الامة على صحة نقله (214/ب)
متواترا، وكذلك من اعترف بذلك، ولكنه قال: ان المراد بالجنة والنار،
والحشر والنشر، والثواب والعقاب - معنى غير ظاهره، وانها لذات
روحانية، ومعان باطنة، كقول النصارى، والفلاسفة، والباطنية، وبعض
المتصوفة، وزعمهم ان معنى القيامة الموت أو فنا! محض، وانتقاض هيئة
الافلاك، وتحليل العالم، كقول بعض الفلاسفة.
وكذلك نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: إن الائمة أفضل من الانبياء
عليهم السلام. فأما من أنكر ما عرف بالتواتر من الاخبار، والسير، والبلاد
التي لا ترجع إلى ابطال شريعة، ولا تفضي إلى إنكار قاعدة من الدين،
كانكار غزوة تبوك، أو مؤتة، أو وجود أبي بكر، وعمر، او قتل عثمان ا أ [و
خلافة علي، مما علم بالنقل ضرورة (1)، وليس في انكاره جحد شريعة، فلا
سبيل إلى تكفيره بجحد ذلك، وإنكاراه [وقوع العلم له، إذ ليس في ذلك أكثر
من المباهتة (2)، كانكار هشام (3) وعباد (4) وقعة الجمل ()، ومحاربة علي من
خالفه.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
في المطبوع: "ضرررة "، وهو خطا طباعي.
(المباهتة): الكذب والافتراء والمعاندة.
هو ابن عمرو الفوطي تقدمت ترجمته.
هو عباد بن سلمان البصري المعتزلي، من أصحاب هشام الفوطي، يخالف المعتزلة في
أشياء اخترعها لنفسه. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 0 1/ 551 - 552.
(وقعة الجمل): كانت بالبصرة سنة (36) هبين علي ومن معه من جهة، وبين طلحة والزبير
وعائشة ومن معهم من جهة أخرى.
855

الصفحة 855