كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

هو الجهل بالله، فان عصى بقول أو فعل نص الله ورسوله عليه (1) أو أجمع
المسلمون، أنه لا يوجد الا من كافر، أويقوم دليل على ذلك، فقد كفر،
ليس لأجل قوله أو فعله، لكن لما يقارنه من الكفر، فالكفر بالله لا يكون إلا
بأحد ثلاثة أمور: أحدها: الجهل بالله تعالى. والثاني: أن يأتي فعلا أو يقول
قولا يخبر الله ورسوله، أو يجمع المسلمون، أن ذلك لا يكون إلا من كافر،
كالسجود للصنم، والمشي الى الكنائس بالتزام الزنار (2) مع أصحابها في
أعيادهم، أو ا ان [يكون ذلك القول أو الفعل لا يمكن معه العلم بالله اتعالى [.
قال: فهذان الضربان، وإن لم يكونا جهلا بالله، فهما علم+) أن فاعلهما
كافو منسلخ من الإيمان، فأما من نفى صفة من صفات الله تعالى الذاتية، أ و
جحدها مستبصرا في ذلك، كقوله: ليس بعالم، ولا قادر، ولا مريد،
ولا متكلم، وشبه ذلك من صفات الكمال الواجبة له تعالى، فقد نص أئمتنا
على الإجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها، وأعراه عنها.
وعلى هذا حمل قول سحنون: من قال: "ليس لله كلام، فهو كافر" وهو
لا يكفر المتأولين كما قدمناه.
فأما من جهل صفة من هذه الصفات فاختلف العلماء هاهنا، فكفره
بعضهم، وحكي ذلك عن أبي جعفر الطبري - رحمه الله - وغيره، وقال به
ابو الحسن الأشعري مرة، وتوقف فيه مرة (4).
وذهبت طائفة الى أن هذا لا يخرجه عن حد الإيمان، ولا عن اسمه،
واليه () رجع الأشعري، قال: لأنه (6) لم يعتقد ذلك اعتقادا يقطع بصوابه،
(1)
(2)
(3)
(4)
(6)
كلمة: "عليه "، لم ترد في المطبوع.
(الزنار): حزام يشده النصراني على وسطه (المعجم الوسيط).
(علم): أماره ودلالة.
قوله: "وتوقف فيه مرة "، لم يرد في المطبوع.
في المطبوع: " لا يخرجه عن اسم الإيمان وإليه. . . ".
في الأصل: "إنه "، والمثبت من المطبوع.
857

الصفحة 857