كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

ولا يرفه (1) عن شديد العقاب، ليكون ذلك زجرا لمثله عن قولي، وله عن
العودة لكفره أو جهله، إلآ من تكرر منه ذلك، وعرف استهانته بما أتى به،
فهو دليل على سوء طويته (2)، وكذب توبسه، وصار كالزنديق الذي لا نامن
باطنه، ولا نقبل رجوعه، وحكم ال! كران في ذلك حكم الصاحي.
وأما المجنون والمعتوه (3) فما علم أنه قاله من ذلك في حال غمرته (4)،
وذهاب ميؤه () بالكلية فلا نظر فيه، وما فعله من ذلك في حال ميزه وإن لم
يكن معه عقله وسقط تكليفه (98/أ) أذب على ذلك لينزجر عنه، كما يؤدب
على قبائح الافعال، ويوالى أدبه على ذلك حتى ينكف عنه، كما تؤدب
البهيمة على سوء الخلق حتى تراض (6).
وقد حرق علي بن أبي طالب] رضي الله عنه [من ادعى له الإلهية، وقد قتل
عبد الملك بن مزوان الحارث المتنئىء (7) وصلبه، وفعل ذلك غير واحد من
الخلفاء والملوك بأشباههم.
وأجمع علماء وقتهم على صواب فعلهم، والمخالف في ذلك من كفرهم
كافر.
(1)
(2)
(س!)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
وأجمع فقهاء بغداد -أيام المقتدر (8) - من المالكية، وقاضي قضاتها
(يرفه): رفه عنه: نفس، ووشع، وخفف. أو أزال عنه التعب والضيق (المعجم
الوسيط).
(سوء طويته): فساد نيته.
(المعتوه): عته الرجل: نقص عقله من غير مس جنوفي (المعجم الوسيط).
(غمرته): ذهاب عقله.
(ميزه): تمييزه وإدراكه.
(تراض): تذلل، وتنقاد ويستقيم طبعها.
هو الحارث بن سعيد، أو ابن عبد الرحمن، ابن سعد: متنبىء كذاب، من أهل دمشق،
يعرف أتباعه بالحارثية، صلبه وقتله عبد الملك بن مروان سنة (69) هـ. انظر الأعلام،
ولسان الميزان.
هو الخليفة العباسي جعفر بن أحمد. ولد في بغداد سنة (282) هـ. وقتل بها سنة (320) هـ
انظر ترجمته في الأعلام.
864

الصفحة 864