كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

بعض الأشياء ببعض ما عظم الله من ملكوته، أو نزع من الكلام لمخلوق بما
لا يليق الا في حق خالقه غير قاصد للكفر والاستخفاف، ولا عامد للإلحاد
به، فان تكرر هذا منه، وعرف به، دل على تلاعبه بدينه، واستخفافه بحرمة
ربه، وجهله بعظيم عزته وكبريائه، وهذا كفر لا مرية فيه.
وكذلك ان كان ما اورده يوجب الاستخفاف والتنقص لربه.
وقد أفتى ابن حبيب، وأصبغ بن خليل (1) من فقهاء قرطبة بقتل المعروف:
بابن أخي عجب (2)، وكان خرج يوما، فأخذه المطر، فقال بدأ الخراز (3)
يرش جلوده.
وكان بعض الفقهاء بها: أبو زيد صاحب "الثمانية " (4)، وعبد الأعلى بن
وهب، وأبان بن عيسى، قد توقفوا عن سفك دمه، واشاروا إلى انه عبمث من
القول يكفي فيه الأدب ().
وأفتى بمثله القاضي حينئذ موسى بن زياد، فقال ابن حبيب: دمه في
عنقي، أيشتم رلث عبدناه، ثم لا ننتصر له؟! إنا إذا لعبيد سوء، وما نحن له
بعابدين، وبكى، ورفع المجلس إلى الأمير بها: عبد الرحمن بن الحكم
الاموي.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
هو فقيه قرطبة ومفتيها، أبو القاسم الأندلسي المالكي. وهو تلميذ أصبغ بن الفرج الذي يكثر
المصنف النقل عنه. مات سنة (273) هوعاش نحو (90) سنة. انظر ترجمته في سير أعلام
النبلاء 13/ 02 2 - 03 2.
(المعروف بابن أخي عجب): اسمه يحيى بن زكريا. قال القاري 4/ 541: "وقد تجبر
وعتا". و"عجب": اسم زوجة عبد الرحمن بن الحكم الاموي، رابع ملوك بني أمية في
الأندل!. توفي بقرطبة سنة (238) هـ.
(الخراز): الذي يخيط الجلود.
أبو زيد صاحب المانية: هو مفتي الأندل!، أبو زيد: عبد الرحمن بن إبراهيم القرطبي
المالكي، كان عالما محدثا، برع في الفقه ودقائق المسائل. مات بقرطبة سنة (259) هـ.
من تصانيفه: " كتاب ثمانية أبي زيد" وهي ثمانية كتب من سؤال المدنئين. انظر ترجمته في
سير أعلام النبلاء 12/ 336، وهدية العارفين (1/ 512).
الأدب: العقوبة دون القتل.
867

الصفحة 867