كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

وأما ما ورد في هذا من أهل الجهالة وأغاليط اللسان، كقول بعض الاعراب:
رب العباد ما لنا ومالكا قد كنت تسقينا فما بدا لكا
أنزل علينا الغيث لا أبا لكا
في أشباه لهذا من كلام الجهال.
ومن لم يقؤمه ثقاف (1) تأديب الشريعة والعلم في هذا الباب، فقلما يصدر
إلا من جاهل،! ما تعليمه، وزجره، والإغلاظ له عن العودة إلى مثله.
قال أبو سليمان الخطابي: وهذا تهؤر (2) من القول، والله - عز وجل - منزه
عن هذه الأمور كلها.
وقد روينا عن عون بن عبد الله أنه قال: ليعظم أحدكم رئه أن يذكر اسمه
في كل شيء، حتى يقول: أخزى الله الكلب، وفعل به كذا وكذا.
] قال [: وكان بعض من أدركنا من مشايخنا قلما يذكر اسم الله تعالى إلا فيما
يتصل بطاعته. وكان يقول للإنسان: جزيت خيرا. وقلما يقول: جزاك الله
(3) 5. بر، -
خيرا، اعظامأ لاسمه تعالى أن يمتهن مي عير دزبه.
وحدثنا الثقة أن الإمام أبا بكر الشاشي (4) كان يعيب على أهل الكلام
كثرة (219/ب) خوضهم فيه تعالى، وفي ذكر صفاته، إجلالا لاسمه تعالى،
(1)
(2)
(3)
(4)
(ثقاف): الثقاف في الأصل: أداة من خشب أو حديد تثقف بها الرماح لتستوي وتعتدل.
فاستعير- هنا - لما يقؤم الإنسان.
(التهؤر): الوقوع في الشيء بقئة مبالاة.
من الثابت في السنة أن تقول لمن صنع إليك معروفأ: جزاك الله خيرأ. فقد روى الترمذي
(2035) وغيره من حديث اسامة بن زيد مرفوعأ: "من صنع إليه معروف فقال لفاعله:
جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء". وصححه ابن حبان (3413) الإحسان، وقال
الترمذي: " هذا حديث حسن جيد غريب ".
هو الإمام العلامة، الفقيه، الأصولي، اللغوي، عالم خراسان، محمد بن علي الثاشي
الثافعي القفال الكبير. ولد سنة (291) هـ. ومات سنة (365) هـ. انظر ترجمته في سير
أعلام النبلاء 16/ 283 - 285.
869

الصفحة 869