كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

جملة الملائكة والنبيين، أو على معئن ممن حققنا كونه من الملائكة والنبيين
ممن نص الله تعالى عليه في كتاني، او حققنا علمه بالخبر المتواتر، والمشتهر
المتفق عليه بالإجماع القاطع، كجبريل، وميكائيل، ومالك، وخزنة
الجنة، وجهنم، والزبانية، وحملة العزش المذكورين في القران من
الملائكة، ومن سمي فيه من الانبياء، وكعزرائيل (1)، وإسرافيل والحفظة،
ورضوان، ومنكر، ونكير من الملائكة المتفق على قبول الخبر بهما، فأقا من
لم تثبت الأخبار بتعيينه ولا وقع الإجماع على كوني من الملائكة أو الانبياء،
كهاروت وماروت في الملائكة، والخضر، ولقمان، وذي القرنين،
ومريم، واسية، وخالد بن سنان المذكور أنه نبي أهل الزس (2)، وزرادشت
الذي تذعي المجوس والمؤرخون نبؤته، فليس الحكم في سابهم، والكافر
بهم، كالحكم فيمن قدمنا، إذ لم تثبت لهم تلك الحزمة، ولكن يزجر من
تنقصهم وآذاهم، ويؤدب (3) بقدر حال المقول فيه (4)، لا ستما من عرفت
صذيقيته، وفضله منهم، وإن لم تثبت نبؤته.
وأما إنكار نبوتهم، أو كون الآخر من الملائكة، فان كان المتكلم في ذلك
من أهل العلم فلا حرج عليه لاختلاف العلماء في ذلك، وإن كان من عوام
الناس صجر عن الخوض في مثل هذا، فان عاد أدب، إذ ليس لهم الكلام في
مثل هذا.
وقد كره السلف الكلام في مثل هذا مما ليس تحته عمل لاهل العلم،
فكيف للعامة إ؟
(1)
(2)
(3)
(4)
(عزرائيل): هو الملك الموكل بقبض الأرواح، وسماه الله تعالى: "ملك الموت ". قال ابن
كير: "وقد سمي في بعض الآثار بعزرائيل، وهو المشهور".
(أهل الزسن): البئر، قتلوا نبئهم ودشوه فيها (كلمات القرآن). وانظر ترجمة خالد بن سنان
في الأعلام للزركلي.
(يؤذب): يعا قب.
في المطبوع: "فيهم".
872

الصفحة 872