كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ت كوشك

أودعناه من شرف مصطفاه، وأمين وحيه، وأسهزنا به جفوننا لتتبع فضائله،
واعملنا فيه خواطرنا من ابراز خصائصه ووسائله، ويحمي أعراضنا عن ناره
الموقدة لحمايتنا كريم عزضه، ويجعلنا ممن لا يذاد (1) إذا ذيد المبدل عن
حوضه، ويجعله لنا ولمن تهمم باكتتابه (2)، واكتسابه سببا يصلنا بأسبابه،
وذخيرة نجدها (يؤم تحد! ل نفممى قا عملت مق ضتر تخضرا) أ ال عمران: 30 [
نحوز بها رضاه، وجزيل ثوابه، ويخصنا بخصيصى (3) زمرة نبينا عليه السلام
وجماعته، ويحشرنا في الرعيل الأول (4)، وأهل الباب الايمن، من أهل
شفاعته، ونحمده تعالى على ما هدى |ليه من جمعه وألهم، وفتح البصيرة
لدرك حقائق ما أودعناه وفهم، ونستعيذه - جل اسمه - من دعاء لا يسمع،
وعلم لا ينفع، وعمل لا يزفع، فهو الجواد الذي لا يخيب من أمله.،
ولا ينتصر من خذله، ولا يرد دعوة القاصدين، ولا يصيح عمل المفسدين،
وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد، واله وصحبه، وسلم
تسليما كثيرا!).
ووقع الفراع منه اخر النهار، يوم الاثنين، الثاني عشر من رجب الفرد سنة
(744) في المدرسة القيمازية (6) رحم الله واقفها، على يدي أضعف خلق الله
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(يذاد): يدفع ويطرد.
(تهفم باكتتابه): اهتم واعتنى بكتابته.
(خصيصى): قال الخفاجي في نسيم الرياض (4/ 576): "مصدر بمعنى الاختصاص، وهو
الذي جزم به السيوطي، وقيل: إنه مثنى خصيص بوزن صديق، وإليه ذهب السخاوي
وغيره، وفسره بأبي بكر وعمر".
ويحشرنا في الرعيل الاول: أي مع السابقين. والرعيل: الجماعة القليلة من الرجال، ا و
الخيل، أو التي تتقدم غيرها.
على هامث! الأصل: " نسخة، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم
النبيين، وسلم كثيرا".
هي مدرسة للأحناف، بناها الامير صارم الدين: قايماز النجمي المتوفى سنة (596) هـ.
وتقع هذه المدرسة -على ما حققه العلأمة بدران - بالقرب من دار الحديث الأشرفية. ودار
883

الصفحة 883