كتاب المعين على تفهم الأربعين ت دغش

النووي في "نُكَتِهِ" عليه (¬1).
ووقعَ في "صحيح ابن حبان": "إِذْ جَاءَ رَجُل [لَيْسَ] (¬2) عليه سَحْنَاءُ سَفَرٍ، وليسَ مِنْ أهلِ البَلَدِ يَتَخَطَّى ... " إلي آخره (¬3). والسَّحناءُ: الهيئة، فيحتاج إلي الجمع بينها وبين ما في "الصحيح".
السابع: قوله "فَأَسْنَدَ رُكبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْه" ظاهِره أَنَّهُ جلسَ بينَ يَدَيْهِ، وإلا لم يتصوَّر ذلك؛ لأنه لو جَلَسَ إلى جَانِبِهِ لَمَا أَمْكَنَهُ إلَّا إسنَاد رُكبة واحِدَة، وهذا جُلُوس المُتَعَلِّم بين يديْ شيخه للتَّعلُّم؛ وإِنَّمَا فَعَلَ ذلِكَ جبريل للتنبيه على ما ينبغي للسائل مِن قُوةِ النَّفْسِ عِندَ السُّؤال، وعَدَمِ المبالاة بِمَا يَقطَعُ عليهِ خَاطِرهُ -وإنْ كانَ المَسْؤُولُ مِمَّن يَحْتَرِمُهُ ويَهَابُهُ-، وعلي ما ينبغي للمسؤول مِنَ التَّواضع والصَّفحِ عن السائل، وإنْ تَعَدَّى ما يَنْبَغي مِنَ الاحترام والأدب.
الثامن: قوله "وَوَضَعَ كفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ" الضَّمِيرُ في "كفَّيه" للرَّجُل، وفي "فَخِذَيْهِ" يحتمل أن يكون له أيضًا، وأن يكون للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الأشبهُ، وفعلَ ذلك للاستئناس باعتبار ما بينهما من الأنس في الأصل حين يأتيه بالوحي (¬4).
وقد جاء مُصَرَّحًا بهذا في "النسائي" (¬5) مِن حديث أبي هريرة وأبي ذر: "حتى وَضَعَ يَدَهُ علي رُكبَتَيْ النبي - صلى الله عليه وسلم - " وفي أوله: "كان -عليه الصلاة والسلام-
¬__________
(¬1) في آخر "الأربعين" (91)، وانظر: "المفهم" (1/ 138).
(¬2) ما بين المعقوفتين من "صحيح ابن حبان".
(¬3) (1/ 397 رقم 173)، ورواه ابن منده في "الإيمان" (1/ 157 رقم 14).
(¬4) وبه جزمَ البغوي، وإسماعيل التيمي، والطيبي، وابن حجر وغيرهم. انظر: "الفتح" (1/ 142).
(¬5) (8/ 101 رقم 4991)، وفي الكبرى" (5/ 376 رقم 5843)، ورواه أبو داود (5/ 51 رقم 4698)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/ 385 رقم 378)، وابن منده في "الإيمان" (1/ 324 رقم 159) وإسناده صحيح رجاله ثقات.

الصفحة 101