وقيل: معناه لا شيء لهم، ومنهُ الحديث: "حُفَاةً عُرَاةً بُهمَا" (¬1). ويَبْعُدُ أنهُ نَسَبَ للبهم إِبِلًا، والظاهر المُلْك.
وقال الخطابي: "هو جمعُ بهيم، وهو المجهول الذي لا يُعرف" (¬2).
والأولى أن يُحمَل: على أنهم سودُ الألوان؛ لأنَّ الأَدمةَ غالِبُ ألوانهم.
ورواية "مسلم": "رعاء البهم" مِن غير ذِكر الإبل، وهي مُناسبةٌ؛ لأنَّ المقصود أنهم مع ضعفهم سَيَنْقَلِبُ بهم الحال إلى أن يَصيرُوا مُلوكًا، بخلاف أصحاب الإبل؛ فإنَّهم أصحاب فَخْرٍ وخُيلاء (¬3).
¬__________
(¬1) رواه البخاري تعليقًا (1/ 26) بصيغة الجزم، ووصله في "الأدب المُفرد" (348 رقم 970)، و"خلق أفعال العباد" (2/ 49 رقم 90، 480)، ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 347 رقم 851)، وأحمد (25/ 431 رقم 16042)، والروياني في مسنده" (2/ 470 رقم 1491)، والحارث بن أبي أسامة (1/ 189 رقم 44)، وابن أبي عاصم في "السنة" (514)، [1/ 358 رقم 526 ط الجوابرة]، و"الآحاد والمثاني" (4/ 79 رقم 2034)، وأبو نعيم في "معجم الصحابة" (3/ 1585 رقم 3999)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 135 - 136)، والطبراني في "الكبير" (132 - 133 رقم 331 قطعة من الجزء 13)، والحاكم (2/ 437 - 438)، (4/ 574 - 370)، والخطيب في "الرحلة" (110 - 11 رقم 31، 32)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 196 رقم 131، 600) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنها -، عن عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه -.
وهو حديث صحيح، صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني، وحسَّن إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 428 رقم 3608)، وابن القيم في "مختصر الصواعق" (3/ 1284)، وابن حجر في "فتح الباري" (1/ 210).
(¬2) "أعلام الحديث" للخطابي (1/ 182).
(¬3) وحمله بعضهم على أن الإضافة -"رعاة الإبل"- أنها إضافة اختصاص لا مُلْك، وهذا هو الغالب أنَّ الراعي يرعى لغيره بالأُجرة، وأَمَّا المالك فَقَل أن يُباشر الرعي بنفسه، وهذا أقرب في انقلاب الأحوال فهم فقراء رعاة -لا ملك لهم- ثم يصبحون أصحاب ثروة طائلة، ويتطاولون في البنيان. وهو وجيه جدًّا. وانظر: "الفتح" لابن حجر (1/ 150).