تعيينها- وَوَصَّلَها المُصَنِّف في أَذْكَارِهِ إلى ثلاثينَ حديثًا (¬1)، وزادَ عليها هنا اثني عشر حديثًا فبلغت أربعين حديثًا -بِزِيادةِ حديثين- وكَأَنَّهُ رَأَى الختم بهما على الأربعين؛ لِكَوْنِ أحدهما من باب الوعظ لِمُخَالَفةِ الهَوَى، ومُتَابَعَةِ الشَّرع.
وثانيهما: من باب الرجاء والدعاء والاستغفار والإطماع في الرحمة.
وذَكَرَ في السابع والعشرين حديثين، لاجتماعهما على معنى واحد.
ومِنَ الأحاديث المهمة حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَلحِقُوا الفرائضَ بأَهلِها فَمَا بَقِيَ فَلِأوَلى رَجُلٍ ذَكَرٍ" (¬2). واتَّفَقُوا عليه، فَإِنَّهُ مِن الجوامع في عِلمِ الفَرَائِض، وهو نِصْفُ العِلم على ما عُرِفَ ورُوِي (¬3).
وكذا حديث عروة بن مُضَرِّس في الوقوف بعرفة. فإن الحاكم قال في "مستدركه" إنه: "قاعدةٌ من قواعد الإسلام" (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "الأذكار" (643 - 656).
(¬2) رواه البخاري (8/ 150 رقم 6732)، ومسلم (3/ 1233 رقم 1615) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(¬3) أمَّا ما رُوي فيه فحديث: "تَعَلَّمُوا الفَرائض وعَلِّمُوها، فَإِنَّهُ نِصْفُ العلم. . .".
رواه ابن ماجه: الفرائض (2/ 908 رقم 2719)، والحاكم (4/ 332) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. وهو حديثٌ ضعيفٌ، ضعَّفه جمعٌ من أهل العلم. انظر في تخريجه: "البدرُ المنير" للمؤلف (7/ 186: 189)، و"مصباح الزجاجة" (2/ 371)، و"تلخيص الحبير" (3/ 79)، و"الإرواء" (6/ 104).
(¬4) (1/ 463). ولفظ الحديث: عن عروة - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: أتيتك من جبلي طَيِّئ. أكللتُ مطيتي، وأتعبتُ نفسي، واللهِ ما مَررتُ على حَبْل إلا وقفتُ عليه، فهل لي من حجٍّ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ هَا هُنَا وَقَدْ أَتَى عَرَفةَ قبلَ ذلِكَ، فَقَدْ قَضَى تَفَثَهُ وتَمَّ حَجُّهُ". رواه أحمد (26/ 142 رقم 16208، 16209)، وأبو داود (2/ 333 رقم 1950)، والترمذي (2/ 227 رقم 891)، والنسائي (5/ 264 رقم 3043، 3039 - 3042)، وابن ماجه (2/ 1004 رقم 3016)، وابن خزيمة (4/ 256 رقم 2820، 2821)، والحاكم (1/ 463). وهو حديث صحيح، صححه الترمذي =