كتاب المعين على تفهم الأربعين ت دغش

قال الزَّمَخشَري: "القيوم: الدائم القائم بتدبير الخلق وحفظه. وقرئ (¬1): القَيَّام والقيِّم" (¬2). وقد قُرِئَ بهما في الشَّاذِّ.
و"السموات": جمعُ سماء (¬3).
و"الأَرضين" -بفتح الراء- وإسْكانها شاذ، وجَمَعها ولم تأت في القرآن إلَّا مفردة.
وقد أُخْتُلِفَ في قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] هل المِثْلِيَّةُ في العددِ أو في الهيئةِ والشَّكلِ؟ على تأوِيلَيْنِ.
والسُّنَّةُ دالَّةٌ على الأول، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ ظَلَمَ قيدَ شِبرٍ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ" (¬4).
وكقوله: "اللهمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ. ." رواه كذلك البيهقي في دلائله (¬5).
¬__________
(¬1) في الأصل: "ويقال" والتصويب من "الكشاف".
(¬2) "الكشاف" (1/ 153).
(¬3) "وكُلّ شيء ارتفع فهو سماء، وهي سبعٌ، جاء أنَّ بين كُلِّ سماء وسماء خمسمائة عام، وغِلَظ كل سماء خمسمائة عام". قاله المؤلف في "الإعلام" (1/ 95).
(¬4) رواه البخاري (3/ 130 رقم 2453)، ومسلم: (3/ 1231 رقم 1612) من حديث أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -.
(¬5) رواه النسائي في الكبرى (8/ 116 رقم 8775، 8776)، (9/ 200 رقم 10301، 10302، 10303، 10304، 10305)، وابن خزيمة في صحيحة (4/ 150 رقم 2565)، وابن حبان (6/ 425 رقم 2709)، وابن السّني في "عمل اليوم والليلة" (140 رقم 524)، والحاكم (1/ 446)، (2/ 100)، والبيهقي في "الكبرى" (5/ 252)، وفي "دلائل النبوة" -كما ذكر المؤلف- (4/ 204) عن صهيب - رضي الله عنه -.
وهو حديث صحيح، قال الحاكم: "هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (6/ 607 رقم 2759).

الصفحة 38