أحبهم له، وأحقهم باسم الحبيب.
و"الخليل": فعيل بمعنى مفعول، وهو: المحبوب الذي تخللت محبته القلب فصارت خلاله، أي: في باطنه.
وقد اختُلِفَ في الخليل، فقيل: إنه الصاحب.
وقيل: إنه الخالِصُ في الصُّحبةِ، وهو أخصُّ من الصَّاحِبِ.
واختلفوا -أيضًا-: هل الخُلَّةُ أرفعُ درجةً مِن المحبَّةِ أو عَكْسُهُ، أو هُما سواء؟ على أقوال.
واختلفوا -أيضًا- في اشتقاقه: أهو من الخَلَّة -بفتح الخاء- وهي الحاجة، أو بضمها وهي تخلل مودة في القلب، فلا تَدَعُ فيه خلاء إلَّا ملأته؟ فيه خلافٌ، وقد ذكرتهُ واضحًا في "شرحي للعمدة" قُبَيْل "باب الاستطابة" (¬1).
ونبينا هو الحبيبُ الخاص، وفي الصحيح: ". . . ولَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ" (¬2).
ولمَّا كانت الخلة أخصَّ منها -أي المحبة- خُصَّت بنبينا وبإبراهيم -صلوات الله وسلامه عليهما-.
وقوله: "أفضلُ المَخلُوقين" أي: مِن أهل السموات والأرضين، ولا شكَّ في ذلك، ودليله قوله -عليه الصلاة والسلام-: "أَنَا سيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ" (¬3).
¬__________
(¬1) انظر شرح المؤلف لعمدة الأحكام المسمى بـ"الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" (1/ 415 - 417)، و"روضة المحبين" لابن القيم (136).
(¬2) رواه مسلم (4/ 1855 رقم 2383) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(¬3) رواه أحمد (17/ 10 رقم 10987)، والترمذي (5/ 213 رقم 3148، وابن ماجه (2/ 1440 رقم 4308) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. والحديث فيه ابن جدعان، لكن الحديث له شواهد، فهو حديث حسن كما قال الترمذي. وقد صححه الألباني في "صحيح الترمذي" (2516). وانظر: "السلسلة الصحيحة" (4/ 100 رقم 1571).