كتاب المعين على تفهم الأربعين ت دغش

الناس منه؟ قال: " [بلْ مِمَّا يتوضأُ الناسُ مِنْهُ أحَبُّ إلَي] (¬1)، أحب الأَديَانِ إلى اللهِ الحَنِيفِية السمحة". قيل: وما الحنيفية السمحة؟ قال: "الإسلامُ الواسِعُ" روَاه عبد الرزاق في "مُصَنَّفه" عن ابن أبي رَوَّادٍ به (¬2).
سابعها: من حديث سعيد بن العاصي أنَّ عثمان بن مظعون قال: يا رسول الله! ائذن لي في الإختصاء! فقال: "يا عثمان! إنَّ الله قد عرَّفَنا (¬3) بالرَّهْبَانِيةِ، الحَنِيفيةِ السَّمحَةِ، والتَّكْبِير على كُلِّ شرَفٍ، فإن كنتَ مِنا فاصنعَ كمَا نَصنع" رواه الطبراني في "مُعجَمِهِ" مِن حديث أَبي أُمَيَّةَ الطَّائِفِي حدَّثَنِي جَدِّي، عن جَدِّه (¬4) سعيد به (¬5).
ثامِنُها: من حديث أُبيّ بن كعب قال: أقرأني النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الحنيفية السمحة (¬6)، لا اليهودية ولا النَّصرانية" رواه أبو عمرو بن مُعلى في فوائده بإسنادٍ جيِّد (¬7). وهذا مما نُسِخَ لفظهُ وبقي معناهُ.
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين ليس في مصنَّف عبد الرزاق! وزعم محققه أنه سقط من الأصل! وقدَّره في الحاشية بنحو ما في أعلاه، فليُستدرك، وليُصحِّح طالب العلم نُسخته.
(¬2) (1/ 74 رقم 338)، ورواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 242 رقم 794) عن ابن عمر [أنه هو السائل] من طريق عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع به، وابن أبي روّاد "صدوق ربما وَهم" كما في "التقريب" (612 رقم 4124).
(¬3) في "المعجم الكبير": "أبدلنا".
(¬4) في الأصل: "عن جده عن سعيد به". والتصويب من "الطبراني".
(¬5) رواه في "المعجم الكبير" (6/ 62 رقم 5519). قال الهيثمي في "المجمع" (4/ 252): "وفيه إبراهيم بن زكريا ضعيف". وانظر: (9/ 38 رقم 8319) منه.
(¬6) كتب فوقه بالأصل: "والتي لا ضيقَ فيها ولا حَرَج".
(¬7) رواه أحمد (35/ 129 رقم 21202، 21203)، والترمذي (6/ 190 رقم 3898)، والطيالسي (1/ 435 رقم 541)، والحاكم (2/ 224). قال الترمذي: "هذا حديث حَسنٌ صحيح". وقال الحاكم: "هذ حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.

الصفحة 53