كتاب المعين على تفهم الأربعين ت دغش

وذَكَر بعضهم أنَّ النبي لم يُنزل عليه كتاب، ولم يؤمر بحُكْمٍ جَدِيدٍ، بل أُمِر بالدعاء إلى دين مَنْ قَبْلَهُ، بخلاف الرَّسول.
وذَكَر بعضهم أنَّ الرسول: مَنْ نَزَلَ عليه جبريل وأمرهُ بالتبليغ. والنبي: من لم ينزل عليه جبريل، بل سمِع صوتًا، أو رأى في المنام أنكَ نبيٌّ فَبَلِّغ الناس.
وقوله: "وآلِ كُلٍّ " أي مِنَ النبيين، حَذَف المضاف إليه لدلالة الكلام عليه، والتنوين في "كلٍّ " عوضٌ مِنَ الإضافة.
و"آل" أصله: أهل، بدليل تصغيره [على أُهيْل] (¬1)، ثمَّ أبدل من الهاء همزة، ثم أبدل منها ألف. وقيل: أصله "أوَل"، تحركت الواو وانفتح ما قبلها، فقُلِبَت ألفًا.
وقيل في تصغيره: أويل، فأبدلت الألف واوًا، ولم يرد إلى الأصل كما لم يردُّوا "عيدًا" إلى أَصلِهِ، إذْ قالوا: عُييد (¬2).
و"آله" عند الشافعي: بنو هاشم، وبنو المطلب (¬3).
وقيل: عترته وأهل بيته.
وقيل: كُلُّ الأمة، واختاره الأزهري وغيره من المحققين (¬4).
وآل إبراهيم: إسماعيل وإسحاق وأولادهما، قاله صاحب "الكشاف" (¬5).
¬__________
(¬1) من الهامش، ورأيت أن إضافتها هنا أنسب، وهي مثبته في "الإعلام" (1/ 112).
(¬2) في الهامش: "والأصل عويد، لئلا يلتبس بتصغير عود".
(¬3) كتب فوقها بالأصل: "مؤمنو بني هاشم ومؤمنو عبد المطلب".
(¬4) انظر: "الزاهر" للأزهري (169 - 170)، و"المجموع" للنووي (1/ 120)، و"جلاء الأفهام" لابن القيم (316 - 343)، و"الإعلام" للمؤلف (1/ 111 - 114).
(¬5) انظر: "الكشاف" (1/ 269).

الصفحة 56