وقال بعضهم: "إني لأرى في وجوه أهل الحديث نضرًا لقوله -عليه الصلاة والسلام-: "نضَّر الله امرأً .. " الحديث" (¬1). يعني: أنها دعوةٌ أجيبت.
وقال الرُّوياني في "بحره": "الأجود التخفيف". قال: "وفي الخبر بيان أنَّ الفقة هو: الاستنباط والاستدراكُ لمعاني الكَلام، وفي ضمنه وجوب التفقه والحث على استنباط معاني الحديث" (¬2).
وقال ابن الأثير: "نَضَرَ وَنَضَّره وأَنْضَره، أي: نَعَّمَهُ" (¬3).
وفي "الغيريبين" للهروي: "رواه الأصمَعِيُّ بالتَّشديد، وأبو عُبيدة (¬4) بالتَّخفيف، أرادَ: نعَّم الله عبدًا، ويقال: نضر الله يُنضر ونضر ينضر لغتان.
وقال الحسن بن محمد بن موسى الأزدي المؤدب: "ليسَ هذا مِن الحُسن في الوجه، إنما معناه: حَسَّنَ اللهُ وجةهُ في خُلُقِهِ، أي: جَاهِهِ وقَدرِهِ". قال: "وهذا مثل قوله -عليه الصلاة والسلام-: "اطلُبوا الحَوَائِجَ إِلى حِسَانِ الوُجُوه" (¬5).
¬__________
(¬1) القائل هو الإمام سفيان بن عيينة -رحمه الله- (ت: 198 هـ) كما رواه عنه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (19).
(¬2) الروياني هو: عبد الواحد بن إسماعيل الشافعي (ت: 502 هـ) وله كتاب "البحر في المذهب" ولا أعلم أنه طبع. انظر: "معجم المؤلفين" (6/ 206).
(¬3) "النهاية" (5/ 71)، و"الشافي في شرح مسند الشافعي" (5/ 557). وفي الأصل: " .. ونضر وأنضر أي .. " والتصويب من "النهاية" و"الشافي"، و"الفائق" للزمخشري (3/ 439).
(¬4) في الأصل و"الغريبين": "أبو عبيد"، والتصويب من "تهذيب اللغة" (12/ 8)، و"غريب الحديث" لابن الجوزي (2/ 414). وهو: أبو عبيدة مَعمَر بن المُثَنَّى (ت: 210 هـ). انظر: "مجاز القرآن" له (2/ 278).
(¬5) رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (53 رقم 52)، وفي "اصطناع المعروف" (92 رقم 110)، وابن حبان في "المجروحين" (2/ 333) [في ترجمة محمد بن يونس الكديمي] عن ابن عمر - رضي الله عنهما - وهو حديث ضعيف، آفته محمد بن يونس.
قال ابن حبان في ترجمته: "كان يَضَعُ على الثِّقات الحديث وَضْعًا، ولعَلَّه قد وضع أكثر من ألفِ حديث"!