يعني: ذوي الوجوه من الناس، وذوي الأقدار" (¬1).
وانفردَ ابن العربي فقال: "هو بالصَّاد المهملة حكئ عن ابن بشكَوال عنه سماعًا" (¬2).
وقوله: "فأدَّاها كما سمِعَها" يُستَدَلُّ به على مَنع رِوَايَةِ الحديث بالمَغنى.
وجوابُ الجمهور: أنَّ المُرَاد حُكْمها لا لَفْظها؛ بدليل آخِرِ الحَدِيث: "فَرُبَّ حامل فقه غير فقيه، وربَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه".
قلتُ: ومِنْ شواهِدهِ أيضًا حديث: "يَحمِلُ هذا العِلمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ" الحديث (¬3).
وقد ذكرتهُ في خطبة "تخريجي لأحاديث الرافعي الكبير" (¬4).
وقوله: "وَقَد رَأَيْتُ جمعَ أربَعينَ أَهمَّ مِنْ هذا كُلِّهِ". هو كَمَا قال، فإنَّ الشريعة ورَدَت للمَصَالح الدينية والدنْيَويَّة، والأولى بالتوحيد.
¬__________
(¬1) "الغريبين" (6/ 1853)، وانظر: "تهذيب اللغة" (12/ 8).
(¬2) انظر: "عارضة الأحوذي" (10/ 124) وليس فيه هذا النص! لأنه في الأصول الخطية من "العارضة" -في هذا الموضع- بياضٌ!
(¬3) رواه ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (2/ 119)، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (25 رقم 1، 2)، والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 256 ط قلعجي)، (4/ 1396 ط السَّلَفِي [في ترجمة معان بن رفاعة]، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 17)، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 58 - 59)، والخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (29)، والبيهقي في "الكبرى" (10/ 209)، وفي "المناقب" (1/ 6 - 8) عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري مُرْسَلًا. انظر: "الوهم والإيهام" لابن قطان (3/ 37 - 41 رقم 691).
وللحديث طرق أُخرى لا تخلو من ضعف. وقد ذكر شيئًا من طرقه: ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (1/ 497 - 500)، والشيخ بدر البدر في تعليقه على "ما جاء في البدع" لابن وضاح (25 - 32).
(¬4) "البدر المنير" (1/ 258 - 259).